قلت: يعني من حديث عبد الرحمن بن عوف هذا، ثم ذكر حديث سعيد بن زيد بسنده عمر بن سعيد - وهو ابن أبي الحسين النوفلي المكي ثقة - عن عبد الرحمن بن حميد عن أبيه عنه به ثم قال وسمعت محمداً - يعني البخاري- يقول هو أصح من الحديث الأول. اهـ.
وانظر "تحفة الأشراف" مع النكت عليها (ج٧ص٢٠٩) وأخرج الحديث أيضاً النسائي في "الكبرى"(ج٥ص٥٦) رقم (٨١٩٤) قال أخبرنا قتيبة بن سعيد به. والبغوي في "شرح السنة"(ج١٤ص١٢٨) رقم (٣٩٢٥) من طريق قتيبة به.
قال ابن أبي حاتم في "العلل"(ج٢ص٣٦٦) رقم (٢٦١٣) وسألت أبي عن حديث؛ رواه عبد العزيز الدراوردي، عن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن بن عوف، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، قال: عشرة في الجنة.
ورواه موسى بن يعقوب الزمعي، عن عمر بن سعيد بن سريج، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن سعيد بن زيد، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ.
قلت لأبي: أيهما أشبه؟ قال: حديث موسى أشبه، لأن الحديث يروى عن سعيد من طرق شتى، ولا يعرف عن عبد الرحمن بن عوف، عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ في هذا شيء. اهـ
فُلِمَ بهذا أن حديث ابن عوف شذ به الدراوردي فسلك به الجادة، وخالف في ذلك من هو أرجح منه - وهو عمر بن سعيد النوفلي- والله أعلم.
تنبيه: حديث العشرة صحيح بمجموع طرقه من حديث سعيد بن زيد أبي الأعور وهو أحدهم.