وأما حديث ابن مسعود الذي أشار إليه الحافظ فقد رواه أبو داود (ج٣ص٣٣٨) فقال رحمه الله: حدثنا النُّفَيْلِيُّ أخبرنا مُحَمَّدُ بنُ سَلَمَةَ عن خُصَيْفٍ عن أبي عُبَيْدَةَ بنِ عَبْدِ الله عَنْ أَبِيهِ عن رسولِ الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، قال:"إذَا كُنْتَ في صَلَاةٍ فَشَكَكْتَ في ثَلَاثٍ أوْ أرْبَعٍ وَأكْبرُ ظَنَّكَ عَلَى أرْبَعٍ تَشَهَّدْتَ ثُمَّ سَجَدْتَ سَجْدَتَيْنِ وَأنْتَ جَالِسٌ قَبْلَ أنْ تُسَلِّمَ، ثُمَّ تَشَهَّدْتَ أيْضاً ثُمَّ تُسَلِّمُ".
قَالَ أبُو دَاوُدَ: رَوَاهُ عَبْدُ الْوَاحِدِ عن خُصَيْفٍ وَلَمْ يَرْفَعْهُ، وَوَافَقَ عَبْدُ الْوَاحِدِ أيْضاً سُفْيَانُ وَشَرِيكٌ وَإسْرَائِيلُ، وَاخْتَلَفُوا في الْكَلَامِ في مَتْنِ الْحَدِيثِ وَلَمْ يُسْنِدُوهُ. اهـ
قال أبو عبد الرحمن: فتحصل من هذا أن في الحديث ثلاث علل: الشذوذ، شذ محمد بن مسلمة فرفعه، وقد خالف عبد الواحد وهو ابن زياد وسفيان الثوري وشريك وهو ابن عبد الله النخعي وإسرائيل وهو ابن يونس بن أبي إسحاق.
وفيه أيضاً ضعف خصيف وهو ابن عبد الرحمن الجزري، وفيه الإنقطاع أبو عبيدة وهو عامر بن عبد الله بن مسعود لم يسمع من عبد الله بن مسعود فمثل هذا الحديث لا يستشهد به.
وأما حديث المغيرة بن شعبة فقد رواه البيهقي (ج٢ص٣٥٥) وقال هذا يتفرد به محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الشعبي ولا يُفرح بما تفرد به والله أعلم. اهـ
فُلِمَ أنه لم يثبت في التشهد فس سجود السهو شيء ولاتصلح الأحاديث بمجموعها للحجية، وحسبها أنها مخالفة للأحاديث الصحيحة التي في "الصحيحين" وغيرهما إذ ليس فيها تشهد. والله أعلم.
وأما أثر عبد الله بن مسعود فليس بحجة قال أبو بكر بن أبي شيبة (ج٢ص٣١) :