الكذب حتى يحلف الرجل ولا يستحلف ويشهد ولا يستشهد فمن أراد منكم بحبوحة (١) الجنة فليلزم الجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ألا لا يخلون رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان قالها ثلاثا وعليكم بالجماعة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ألا ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن.
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين فإني لا أعلم خلافا بين أصحاب عبد الله بن المبارك في إقامة هذا الإسناد عنه ولم يخرجاه.
ثم ذكر له الحاكم شاهدين عن محمد بن سوقه.
الحديث اخرجه الترمذي (ج٣ص٢٠٧) مع "التحفة"طبعة هندية، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه، وقد رواه ابن المبارك عن محمد بن سوقه، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ. اهـ
فأنت إذا نظرت إلى سند الحديث وجدته كما يقول الحاكم والترمذي رحمهما الله ولكن الإمام البخاري رحمه الله يقول في "التاريخ"(ج١ص١٢٠) في ترجمة محمد بن سوقه: وقال ابن المبارك اخبرنا محمد بن سوقة عن ابن دينار عن ابن عمر عن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال خير الناس قرنى بطوله، وقال لنا عبد الله بن صالح حدثنى الليث قال حدثنى يزيد بن الهاد عن ابن دينار عن ابن شهاب أن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ، نحوه، وقال بعضهم عن ابن دينار عن أبى صالح، وحديث ابن الهاد اصح، وهو مرسل بإرساله اصح. اهـ
وقد رواه ابن ماجه (ج٢ص٧٩١) من حديث عبد الملك بن عمير، عن جلبر بن سمرة، وقد اضطرب فيه عبد الملك بن عمير كما في "العلل" للدارقطني، وهو ثقة تغير
(١) أي: التمكين فيها والحلول بها وأراد أن يسكن وسطها وخيارها