أخبرنا سُفْيَانُ عن جَامِعٍ، وَهُوَ ابنُ أَبي رَاشِدٍ وَعبْدُ المَلِكَ بنُ أَعْيَنَ عن أَبي وَائِلٍ عن عَبْدِ الله بن مسعود، يَبْلُغُ بِهِ النَّبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قالَ:"مَا مِنْ رَجُلٍ لَا يُؤَدِّي زَكَاةَ مَالِهِ إلَاّ جَعَلَ الله يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي عُنُقِهِ شُجَاعاً، ثُمَّ قَرَأَ عَلَيْنَا مِصْدَاقَهُ مِنْ كِتَابِ الله عز وجل {ولَا يحسبن الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا أَتَاهُمْ الله مِنْ فَضْلِهِ} الآيَةَ، وَقَالَ مَرَّةً قَرَأَ رَسُولُ الله مِصْدَاقَهُ {سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} وَمَنْ اقْتَطَعَ مَالَ أَخِيهِ المسْلِمِ بِيَمِينٍ لَقِيَ الله وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ، ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ الله مِصْدَاقَهُ مِنْ كِتَابِ الله {إنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ الله} الآيَةَ"
هذا الحديث إذا نظرت إلى سنده توهمته صحيحاً، فظاهره أنه على شرط مسلم.
نعم قوله (من اقتطع) إلى آخره في "الصحيحينط من حديث ابن مسعود، وما قبله يعتبر رفعه شاذاً، ذلك لأنه قد خالف سفيان بن عيينة من هو أرجح منه فرواه الطبري (ج٧ص٤٣٦) من حديث سفيان الثوري، عن أبي إسحاق عن أبي وائل، عن عبد الله قولهز
ومن طريق شعبة عن أبي إسحاق سمعت أبا وائل يحدث أنه سمع عبد الله به.
ورواه الحاكم (ج٢ص٢٩٨) من حديث أبي بكر بن عياش، ثنا أبو إسحاق ثنا أبو وائل قال: قال عبد الله به.
فالثوري وشعبة وأبو بكر بن عياش يروونه موقوفاً، وسفيان بن عيينة يرفعه، يعتبر شاذاً كما ترى، والله أعلم.