إن يوسف عليه السلام حين حضره الموت أخذ علينا موثقا من الله أن لا نخرج من مصر حتى تنقل عظامه معنا فقال موسى: أيكم يدري أين قبر يوسف؟ فقال علماء بني إسرائيل ما يعلم أحد مكان قبره إلا عجوز لبني إسرائيل فأرسل إليها موسى فقال: دلينا على قبر يوسف قالت: لا والله حتى تعطيني حكمي فقال لها: ما حكمك؟ قالت: حكمي أن أكون معك في الجنة فكأنه كره ذلك قال فقيل له: اعطها حكمها فأعطاها حكمها فانطلقت بهم إلى بحيرة مستنقعة ماء فقالت لهم: انضبوا هذا الماء فلما انضبوا قالت لهم: احفروا فحفروا فاستخرجوا عظام يوسف فلما أن أقلوه من الأرض إذ الطريق مثل ضوء النهار
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ولعل واهم يتوهم أن يونس بن أبي إسحاق سمع من أبي بردة حديث لا نكاح إلا بولي كما سمعه أبوه. اهـ
وقال الحاكم رحمه الله (ج٢ص٣٥٥) : حدثنا أحمد بن سهل الفقيه ببخارى ثنا صالح بن محمد بن حبيب الحافظ ثنا أحمد بن عمران الأخمسي ثنا محمد بن فضيل ثنا يونس بن أبي إسحاق به. فذكره وقال في آخره: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه
. اهـ
الحديث إذا نظرت إلى سنده وجدته صالح للحجية، ولكن الحافظ ابن كثير رحمه الله يقول في "تفسيره"(ج٣ص٣٥٥) بعد ذكر هذا الحديث: وهذا حديث غريب جداً والأقرب أنه موقوف. والله أعلم.
قول الحاكم: ولعل واهم يتوهم أن يونس بن أبي إسحاق سمع من أبي بردة حديث: (لا نكاح إلا بولي) كما سمعه أبوه. /هـ غير مفهوم فيه سقط أخل بتركيب بالكلام والظاهر أنه: (ولعل واهماً يتوهم أن الحديث منقطع بين يونس بن أبي إسحاق وبين أبي بردة وليس كذلك فقد سمع يونس بن أبي إسحاق من أبي بردة حديث (لا نكاح إلا