زيد عن عمر بن حبيب عن القاسم بن أبي بزة عن سعيد بن جبير: عن ابن عباس أنه يحد ث أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَىَ آلِهِ وَسَلَّمَ قال: إن أول شيء خلقه الله القلم وأمره فكتب كل شيء.
الحديث ظاهره الصحة، فرجاله كلهم ثقات، أحمد بن جميل المروزي، قال أبوحاتم: صدوق، وقال ابن معين: ليس به بأس. ومعنى ليس به بأس عند ابن معين: ثقةكما في "مقدمة ابن الصلاح"ص (١١١) لكن أحمد بن جميل سمع من ابن المبارك وهو صغير كان يقول: كنت أسمع منه وأنا أنظر إلى العصافير. اهـ من "تعجيل المنفعة".
وقد تابع أحمد بن جميل عليه نعيم بن حماد الخزاعي، عند عثمان بن سعيد الدارمي ص (١٢١) وعند ابن جرير (ج٢٩ص١٦) ونعيم بن حماد فيه كلام، لكنه قد تابعهما علي بن الحسن بن شقيق عند الطبري في "النفسير" أيضاً، وتابعهم يعمر بن بشر عند ابن أبي عاصم في "السنة"(ج١ص٥٠) ويعمر ترجمه ابن أبي حاتم فقال: روى عن ابن المبارك، وروى عنه أحمد بن سنان الواسطي، وحجاج بن حمزة وغيرهما. ولم يذكر ابن أبي حاتم فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو مستور الحال، يصلح في الشواهد والمتابعات.
وأما قول الشيخ ناصر الدين الألباني حفظه الله في "تخريج السنة": إن يعمر بن بشر تابعه الإمام أحمد فهو وهم، فلعله توهم (أحمد بن جميل)(أحمد بن حنبل) واغتر بما في "الأسماء والصفات" للبيهقي من التصحيف، والله أعلم.
وبعد هذا البحث تعلم أن مخرج الحديث الإمام ابن المبارك يرويه عن رباح ابن زيد، عن عمر بن حبيب، عن القاسم بن أبي بزة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس به مرفوعاً.
وقد خالف هذه الطريق ما هو أرجح منها، وإليكها بالتفصيل.
قال الإمام عبد الله بن أحمد في "السنة"ص (١٣١) : حدثني أبي نا جرير عن عطاء عن أبي الضحى عن ابن عباس رضي الله عنه قال أول ما خلق الله القلم ثم قال له اكتب قال ما اكتب قال اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة.