وقال البخاري في "الأدب المفرد" ص (٣٨٨) : حدثنا عبد الله بن محمد، قال حدثنا أبو عامر، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي، حدثني عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري قال: أذن أبو سعيد بجنازة فكأنه تخلف حتى أخذالقوم مجالسهم، ثم جاء بعد فلما رآه القوم تسرعوا وقام بعضهم عنه ليجلس في مجلسه. فقال: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وعلى آله وَسَلَّمَ يقول: خير المجالس أوسعها، ثم تنحى وجلس في مجلس واسع.
هذا الحديث إذا نظرت في سنده ظننتهم رجال الصحيح، ومن ثم يقول الإمام النووي في "رياض الصالحين" ص (٣٣٩) : رواه أبو داود بإسناد على شرط البخاري. ويقول الحاكم في "المستدرك"(ج٤ص٢٦٩) : هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه.
ولكن في "تهذيب التهذيب" عبد الرحمن بن أبي عمرة الأنصاري اثنان: أحدهما من رجال الجماعة، والآخر ذكره الحافظ تمييزا، قال: وهو ابن أخي عبد الرحمن بن أبي عمرة.
وقال في ترجمة الأول الذي هو من رجال الجماعة: وما ادعاه المؤلف -يعني المزي- من أن ابن أبي الموالي روى عنه، ليس بشئ إنما روى عن ابن أخيه.
وقال في ترجمة التمييز: وما أظنه سمع منه -يعني أبا سعيد -.
وعبد الرحمن بن أبي عمرة الذي ذكر تمييزا روى عنه جماعة، وما وثقه معتبر فهو هذا.
فالحديث ضعيف من أجل عبد الرحمن، ومن أجل قول الحافظ: وما أظنه سمع من