فألبِسِ العفو من قد كنت تَرضَعُه من أمّهاتك إنّ العفو مشتهرُ
يا خيرمن مرحت كمتُ الجيادِ به عند الهياجِ إذا ما استُوقِد الشَّررُ
إنا نؤمِّل عفواً منك نلبسُهُ هادي البريَّةِ إذ تعفُو وتنتصِرُ
فاعفُ عفا الله عمّا أنت راهبُهُ يوم القيامة إذ يَهدِي لك الظفَرُ
فلما سمع هذا الشعر قال: ... فذكره. وقالت قريش: ما كان لنا، فهو لله
ولرسوله، وقالت الأنصار: ما كان لنا؛ فهو لله ولرسوله.
وقال الطبراني:
"لا يروى عن زهير بهذا التمام إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبيد الله بن رُماحس ".
وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد"(٦/١٨٧) :
"رواه الطبراني في (الثلاثة) ، وفيه من لم أعرفهم"
قلت: يعني ابن رُماحس هذا وشيخه زياد بن طارق.
أما الأول؛ فما قاله فيه عجيب؛ فقد أورده الذهبي في "الميزان " برواية جمع
عنه غير الطبراني، منهم أبو سعيد بن الأعرابي، وقال:
"ما رأيت للمتقدمين فيه جرحاً، وما هو بمعتمد عليه ".
وقد رد عليه الحافظ في"اللسان "بما خلاصته؛ أنه روى عنه جماعة بلغ عددهم عنده أربعة عشر نفساً، فليس بمجهول، مع أنه نقل عن أبي منصور الباوردي أنه قال:"عبيد الله وزياد مجهولان ". وعن علي بن السكن:"إسناده مجهول ". ثم قال الحافظ: