وأقول: فمثله حسن الحديث إن شاء الله
تعالى لرواية ثلاثة من الثقات عنه، فإعلاله بمن فوقه أولى، كشيخه عبد الله بن
سعد المدني، فإني لم أجد له ترجمة، وقد وقع اسمه في ترجمة اليمان من " الجرح
والتعديل ": " عبد الله بن أبي سعيد المدني "، وقال المعلق عليه: " ك "
سعد " خطأ ". ولعل ما خطأه هو الصواب لمطابقته لما في الكتابين: " مسند أبي
يعلى "، و " المعجم الأوسط ". وشيخ شيخه " محمد بن عبد الرحمن بن عوف "
أورده البخاري في " التاريخ "، وابن أبي حاتم في كتابه برواية ابن المنكدر
وابنه عبد الواحد عنه، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا. وذكره ابن حبان في "
الثقات " من روايتهما عنه. قلت: فعلة هذا الإسناد عندي عبد الله. لكن للحديث
طريق أخرى وشاهد يتقوى بهما إن شاء الله تعالى. أما الطريق فقال عبد الرزاق
في " المصنف " (٣ / ٣٣٧ / ٥٨٦٩) : عن ابن عيينة عن عاصم بن سليمان عن بكر بن
عبد الله المزني: أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله!
رأيت كأن رجلا يكتب القرآن وشجرة حذاءه، فلما مر بموضع السجدة التي في * (ص
) * سجدت، وقالت: " اللهم أحدث لي بها شكرا، وأعظم لي بها أجرا، واحطط
بها وزرا ". فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " فنحن أحق من الشجرة ".