ترجمه ابن أبي حاتم (١ /
٢ / ١١٠) برواية ثقتين آخرين عنه، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا، وذكره
ابن حبان في " الثقات " (٣ / ٣٨ - هندية) . وفي رواية لأحمد من طريق عبد
الرحمن بن حرملة عن يحيى بن هند بن حارثة - وكان هند من أصحاب الحديبية -
وأخوه الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر قومه بصيام عاشوراء - وهو
أسماء بن حارثة - فحدثني يحيى بن هند عن أسماء بن حارثة أن رسول الله صلى الله
عليه وسلم بعثه، فقال: مر قومك بصيام هذا اليوم ... " الحديث نحوه. لكن يحيى
بن هند هذا لا يعرف إلا برواية ابن حرملة هذا، وبها ذكره ابن أبي حاتم (٤ /
٢ / ١٩٤ - ١٩٥) ولم يحك فيه جرحا ولا تعديلا، وأما ابن حبان فأورده أيضا
في " الثقات " (٣ / ٢٨٧) . وقال في ترجمة حبيب بن هند بن أسماء المتقدم: "
كأنهما أخوان إن شاء الله ". وقال الحافظ في التوفيق بين روايتيهما: " قلت:
فيحتمل أن يكون كل من أسماء وولده هند أرسلا بذلك، ويحتمل أن يكون أطلق في
الرواية الأولى على الجد اسم الأب، فيكون الحديث من رواية حبيب بن هند عن جد
أسماء، فتتحد الروايتان. والله أعلم ". قلت: التوفيق فرع التصحيح، وما
أرى أن الرواية الأخرى ثابتة، لما عرفت من حال راويها يحيى بن هند. والله
أعلم. ثم رأيت رواية سعيد بن حرملة في " صحيح ابن حبان " (٥ / ٢٥٢ / ٣٦٠٩ -
الإحسان) من طريق سهل بن بكار قال: حدثنا وهيب عن عبد الرحمن بن حرملة عن
سعيد بن المسيب عن أسماء بن حارثة به.