قلت: يشير إلى أنه منكر من مسند عمرو بن حريث، وآفته الصباح هذا،
فقد أورده الهيثمي في " المجمع " (٤ / ١١١) عن حذيفة وعمرو بن حريث معا
مرفوعا، وقال: " رواه الطبراني في " الكبير " وفيه الصباح بن يحيى وهو
متروك ". ثم إن للحديث شاهدا آخر من حديث أبي أمامة غير أن سنده واه جدا،
فإنه من رواية إبراهيم بن حبان بن حكيم بن علقمة بن سعد بن معاذ عن حماد بن
سلمة عن برد بن سنان عن مكحول عنه مرفوعا. أخرجه ابن عدي في ترجمة إبراهيم هذا
(ق ٤ / ١) ، وقال: " ضعيف الحديث ". ثم ساق له حديثين هذا أحدهما، ثم قال
: " وهذان الحديثان مع أحاديث أخرى عامتها موضوعة مناكير، وهكذا سائر
أحاديثه ". وجملة القول أن الحديث بمتابعته وشاهده الأول لا ينزل عن رتبة
الحسن. والله سبحانه وتعالى أعلم. ثم رأيت في بعض أصولي وأوراقي القديمة
بخطي أن الحافظ السخاوي حسنه أيضا في " الفتاوي الحديثية " (ق ٣٠ / ٢) . ثم
وجدت له شاهدا ثالثا يرويه عبد القدوس بن محمد العطار، حدثنا يزيد بن تميم بن
زيد حدثني أبو مرحوم السندي: حدثني المنتصر بن عمارة عن أبيه عن أبي ذر مرفوعا
نحوه. أخرجه الطبراني في " الأوسط " (١ / ١٤٣ / ٢) ، وقال: " لا يروى عن
أبي ذر إلا بهذا الإسناد، تفرد به عبد القدوس ". قلت: هو صدوق من شيوخ
البخاري، لكن من بينه وبين أبي ذر لم أعرفهم، وقد