والحاكم (٣ / ٣١١) من طريقين عن قريش بن أنس عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة
عن أبي هريرة مرفوعا، فحدثني محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أن
أباه أوصى لأمهات المؤمنين بحديقة، بيعت بعده بأربعين ألف دينار. والسياق
للحاكم وقال: " صحيح على شرط مسلم ". ووافقه الذهبي.
قلت: وإنما هو حسن فقط لأن محمد بن عمرو فيه كلام من جهة حفظه ولذلك لم يحتج
به مسلم وإنما أخرج له متابعة. وقريش بن أنس احتج به الشيخان مع أنه كان
اختلط، وذكر البخاري نفسه عن إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد أنه اختلط
ست سنين في البيت، ومع ذلك فقد أخرج له في " الصحيح " حديث سمرة في العقيقة
من رواية عبد الله بن أبي الأسود عنه، وهو عبد الله بن محمد بن حميد بن
الأسود بن أبي الأسود، ثقة حافظ مات سنة (٢٢٣) ، فكأنه عند البخاري إنما
سمعه منه قبل اختلاطه، وهو الذي جزم به الحافظ في شرحه " الفتح " (٩ / ٤٨٧)
، وذكر أن الترمذي أخرجه من طريق علي بن المديني عن ابن أبي الأسود وقال:
" فسماع علي بن المديني وأقرانه من قريش كان قبل اختلاطه ".
قلت: وعلي بن المديني مات سنة (٢٣٤) ، ومن الرواة لحديث الترجمة عن قريش
ابن أنس يحيى بن معين عند أبي نعيم، وقد مات سنة (٢٣٣) ، فهو إذن قد سمع
منه قبل الاختلاط أيضا، وقد أشار إلى ذلك الحافظ في ترجمة قريش بن أنس من
" التهذيب ". والله أعلم. وأما ما روى الخطيب في " التاريخ " (٧ / ١٣) من
طريق إدريس بن جعفر العطار حدثنا أبو بدر شجاع بن الوليد حدثنا محمد بن عمرو
بلفظ: " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي ". فهو منكر من هذا الوجه لأن
إدريس هذا قال الدارقطني: