قالت: فلما دخل في الصلاة- تعني أبا بكر- وجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من نفسه خفة، فقام يهادى بين رجلين، ورجلاه تخطان في الأرض، قالت: فلما دخل المسجد، سمع أبو بكر حسه، ذهب يتأخر، فأومأ إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قم مكانك، فجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى جلس، عن يسار أبي بكر، قالت: فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلي بالناس جالسا، وأبو بكر قائما، يقتدي أبو بكر بصلاة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويقتدي الناس بصلاة أبي بكر.
وللحديث طرق أخرى.
وروى أحمد (١/ ٢٠٩)(١٧٨٤)، قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم، وفي (١٧٨٥)، قال: حدثنا يحيى بن آدم. كلاهما (أبو سعيد، ويحيى)، عن قيس بن الربيع، حدثني عبدالله بن أبي السفر، عن أرقم بن شرحبيل، عن ابن عباس، عن العباس، قال: دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعنده نساؤه، فاستترن مني إلا ميمونة، فدق له سعطة فلد، فقال: لا يبقين في البيت أحد، إلا لد، إلا العباس؛ فإنه لم تصبه يميني، ثم قال: مروا أبا بكر يصلي بالناس، فقالت عائشة لحفصة: قولي له إن أبا بكر إذا قام ذلك المقام بكى، فقالت له، فقال: مروا أبا بكر يصلي بالناس، فصلى أبو بكر، ثم وجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خفة فخرج، فلما رآه أبو بكر تأخر، فأومأ إليه بيده أي مكانك، فجاء فجلس إلى جنبه، فقرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من حيث انتهى أبو بكر.
وروى ابن ماجه (١٢٣٤)، والترمذي في الشمائل (٣٩٦)، والنسائي في الكبرى (٧٠٨١ و ٧٠٨٤ و ٨٠٥٥)، وفي (١١١٥٥)، وعبد بن حميد (٣٦٥)، وابن خزيمة (١٥٤١ و ١٦٢٤) كلهم من طريق سلمة بن نبيط،
عن نعيم بن أبي هند، عن نبيط بن شريط، عن سالم بن عبيد، قال: مرض