كلام مستقبل ول كان الكلام الأخير، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: إنما جعل -صلى الله عليه وسلم- الشفعة فيما لم يقسم. وقال: إذا وقعت الحدود. فلما لم نجد ذكر الحكاية، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في الكلام الأخير استدللنا أن استقبال الكلام الأخير من جابر، لأنه هو الراوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا الحديث. وكذلك نقص حديث مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد وأبي سلمة: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قضى بالشفعة فيما لم يقسم، فإذا وقعت الحدود فلا شفعة. فيحتمل في هذا الحديث أن يكون كلام ابن شهاب. وقد ثبت في الجملة قضاء النبي -صلى الله عليه وسلم- بالشفعة فيما لم يقسم في حديث ابن شهاب، وعليه العمل عندنا. اهـ.
ونقله عنه ابن الملقن في البدر المنير ٧/ ٨ مختصرا، وجزم بالإدراج الطحاوي كما نقله عنه الحافظ ابن حجر في الدراية ٢/ ٢٠٣ وقال البيهقي في المعرفة ٤/ ٤٩٦: ثم قال بعد ذلك: فإذا وقعت … كان ذلك قولا من رأيه لم يحكه، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهذا لا يصح .. اهـ.
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح ٤/ ٤٣٧: حكى ابن أبي حاتم، عن أبيه، أن قوله: فإذا وقعت … مدرج من كلام جابر وفيه نظر، لأن الأصل أن كل ما ذكر في الحديث فهو منه حتى يثبت الإدراج بدليل، وقد نقل صالح بن أحمد، عن أبيه أنه رحج رفعها. اهـ.
وتعقبه العيني فقال في عمدة القاري ١٢/ ٧٢: قوله: إذا وقعت … مدرج من كلام جابر. قال بعضهم: فيه نظر لأن الأصل كل ما ذكر في الحديث فهو منه حتى يثبت الإدراج. ثم قال العيني: قلت هذا غير مسلم لأن الأشياء كثيرة تقع في الحديث وليست منه، وأبو حاتم إمام في هذا الفن، ولو لم يثبت عنده الإدراج فيه لما أقدم على الحكم به. اهـ.