[المبحث الثالث الشيوخ الذين أهمل أنسابهم في الأحاديث المرفوعة المسندة]
روى البخاري ﵀ أحاديث عن شيوخ مجردين عن النسب لشهرتهم عنده وعدم خفائهم، وتَمْيِيزُهُم قد أشكل على من أتى بعده، ووقع في ذلك إِختلاف بينهم في تحديد المراد. والأَمر فيه سعةُ على من أَخرج لهم في الصحيح ملتزمًا عدالتهم، وفي غير ذلك من مصنفاته عُسْرُ لا يخفى على ممارسي هذا الفن.
قال الحاكم أبو عبد الله: قد كان بعض إِخواني ببخارى قد سألني عن شيوخٍ لمحمد بن إِسماعيل- ﵀ أَهمل أنسابهم، وذكر ما يعرفون به من بلدانهم، وقبائلهم وجرت بيني وبين شيخ لنا من أهل الصنعة، ممن خفي عليه محل محمد بن إِسماعيل في الإِتقان والورع والتمييز، مناظرة، فتعرض بالطعن عليه، بأنه حدَّث في الجامع عن جماعة من شيوخه، لم ينسبهم، ودلّس ذلك لضعفهم، كي لا يُعرفوا، فيظهر به حالهم، فقلت مجيبًا له: إِنّ أبا صالح من أجلة مشايخه، وقد أكثر الروايه عنه في كتاب الاعتصام بالسنة، وفي "التاريخ الكبير"، ثم لم يحتج بحديثه في هذا الكتاب، ولا بجوز أن يودع في كتابه هذا الذي طهره عن ذكر المجروحين رواية عن مجروح من شيوخه.
فاحتج عَليَّ بأنه قد روى في غير موضع، عن "محمد" غير منسوب، ولا يؤمن أنه محمد بن حميد، وقد روى عن أحمد غير منسوب، عن عبد الله