قلت: وقد روي هذا الحديث عن جماعة من الصحابة، منهم ابن عباس وجابر وأنس، وأبو هريرة، وأبو بكرة، وعلي، وعبد الله بن جراد، والحجاج بن يزيد عن أبيه … وروى مرسلا عن جماعة من التابعين، منهم: عطاء وأبو مصعب، وابن شهاب الزهري. وقد أورد ابن الجوزي في الموضوعات (٢/ ١٥٩) طرق هذا الحديث وحكم عليها بالضعف والوضع. وقال العقيلي في الضعفاء (٢/ ١٣٩): ليس في هذا الباب عن النبي ﷺ يثبت. وقال في موضع آخر (٤/ ١٠٢): والرواية في هذا الباب فيها لين. وقال العراقي في تخريج الإِحياء (٤/ ١٠٥): وله طرق كلها ضعيفة. وقد جمع الحافظ السيوطي طرق هذا الحديث في جزء، وقال في اللآليء (٢/ ٨١): هذا الحديث في معتقدى حسن صحيح. وجمع الشيخ أحمد بن الصديق الغماري طرقه أيضا في جزء سماه "بلوغ الطالب ما يرجوه، من طرق حديث اطلبوا الخير عند حسان الوجوه" وقال: تكلمت عليه بما تقرر من القواعد، وذكرت ما له من المتابعات والشواهد، وحكمت بحسنه لغيره. والله أعلم. وانظر مسند الشهاب للقضاعي (١/ ٣٨٤). (١) هو عبد الله بن منير -آخره راء- أبو عبد الرحمن المروزي الزاهد. ثقة عابد، مات سنة إحدى وأربعين ومائتين، ويقال بعد ها، روى له البخاري والترمذي والنسائي. الكبير (٥/ ٢١٢)، الجرح (٥/ ١٨١)، التقريب (٣٢٥). (٢) سلمة بن سليمان المروزي أبو سليمان، ويقال أبو أيوب المؤدب، ئقة حافظ، كان يورق لابن المبارك، مات سنة ثلاث ومائتين روى له البخاري ومسلم والنسائي، الطبقات (٧/ ٣٧٨)، الجرح (٤/ ١٦٣)، التقريب (٢٤٧).