ولا يصح ما رُوي عن عقبة بن عامر قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "لو كان بعدي نبيٌّ لكان عمر بن الخطّاب".
رواه الترمذيّ (٣٦٨٦)، والإمام أحمد (١٧٤٠٥)، والحاكم (٣/ ٨٥) كلّهم من طريق أبي عبد الرحمن المقرئ، عن حيوة، عن بكر بن عمرو، عن مشرح بن هاعان، عن عقبة بن عامر، فذكر الحديث.
قال الترمذيّ: "حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث مشرح بن هاعان".
وقال الحاكم: "صحيح الإسناد".
قلت: فيه مشرح بن هاعان وإن كان ابنُ معين وثّقه إلّا أنّه يخالف ويخطئ ولذا قال ابن حبان في المجروحين (١٠٦٦) يروي عن عقبة بن عامر أحاديث مناكير، لا يتابع عليها، والصّواب في أمره ترك ما ينفرد من الروايات، والاعتبار بما وافق الثقات فيها".
وهنا تفرّد بهذا الحديث، ولم أجد له متابعًا، وقد أكّد الترمذيّ أنه من حديث مشرح بن هاعان، وقد سئل الإمام أحمد عن هذا الحديث فقال: اضرب عليه، فإنّه عندي منكر". المنتخب من العلل للمقدسيّ (١٠٦).
١٠ - باب قول النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي
• عن سعد بن أبي وقاص، قال: خلَّف رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- عليَّ بن أبي طالب في غزوة تبوك، فقال: يا رسول اللَّه، تُخَلِّفُني في النّساء والصّبيان؟ ! فقال: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غير أنّه لا نبيَّ بعدي".
متفق عليه: رواه البخاريّ في فضائل أصحاب النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- (٣٧٠٦)، ومسلم في فضائل علي بن أبي طالب (٢٤٠٤) كلاهما عن محمد بن بشار، قال: ثنا محمد بن جعفر غندر، حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن مصعب بن سعد بن أبي وقّاص، عن سعد بن أبي وقّاص، فذكره، واللّفظ لمسلم.
ولم يذكر البخاريّ: "غير أنّه لا نبيّ بعدي". وإنّما ذكره في المغازي (٤٤١٦) من وجه آخر عن شعبة، بإسناده مثل لفظ مسلم.
• عن أسماء بنت عُميس، أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لعليّ: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنه ليس بعدي نبيٌّ".
حسن: رواه الإمام أحمد (٢٧٠٨١)، والنسائيّ في الكبري (٨١٤٣)، والطبرانيّ في الكبير (ج ٢٤/ رقم ٣٨٦)، وابن أبي عاصم في السنة (١٣٨١ - بتحقيق باسم) كلّهم من طريق موسى الجهنيّ، قال: دخلتُ على فاطمة بنت علي، فقال لها رفيقي أبو مَهَل: كم لكِ؟ قالت: ستة وثمانون سنة. قال: ما سمعت من أبيك شيئًا؟ قالت: حدَّثني أسماءُ بنتُ عميس، فذكرت الحديث.