وإسناده حسن من أجل فاطمة بنت علي بن أبي طالب، روى عنها جماعة ولم يوثقها أحدٌ غير أنّ ابن حبان ذكرها في الثقات (٥/ ٣٠١).
فقول الحافظ في التقريب: "ثقة". لعلّه يعود إلى شهرة أخبارها الخاصة كما ذكرها المزي في تهذيب الكمال عن الزبير بن بكار وغيره، وإلّا فإنّ كلمة "ثقة" تحتاج إلى تنصيص أحد الأئمّة.
وأورده الهثميّ في "المجمع" (٩/ ١٠٩) وقال: "رواه أحمد، والطبرانيّ، ورجال أحمد رجال الصحيح، غير فاطمة بنت علي وهي ثقة".
ووهم من جعلها فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب، لأنّه لا يوجد من الرّواة عنها موسى الجهنيّ.
• عن جابر بن عبد اللَّه، أنّ النبيَّ -صلى اللَّه عليه وسلم- قال لعليٍّ: "أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي".
حسن: رواه الترمذيّ (٣٧٣٠) عن محمود بن غيلان، حدّثنا أبو أحمد الزّبيريّ، حدّثنا شريك، عن عبد اللَّه بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل الكلام في شريك وهو ابن عبد اللَّه النّخعيّ وهو مختلف فيه، فوثّقه ابن سعد، والعجليّ، وغيرهما، غير أنه تغيّر حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة فيخطئ، والغالب أنه لم يخطئ في هذا الحديث لكثرة شواهده.
ومن هذا الطريق رواه أيضًا الإمام أحمد (١٤٦٣٨).
وروي أيضًا عن أبي سعيد الخدريّ قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لعلي بن أبي طالب: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي".
رواه الإمام أحمد (١١٢٧٢)، وابن أبي عاصم في السنة (١٣٨٢)، والبزّار -كشف الأستار (٢٥٢٦) - كلّهم من طرق عن عطية، عن أبي سعيد، فذكره
وعطية هو ابن سعد العوفيّ مختلف فيه، فوثّقه ابن معين، وضعّفه أحمد وغيره كما قال الهيثميّ في "المجمع".
وفي الباب ما رُوي أيضًا عن ابن عباس في حديث طويل، وفيه: "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّك لست بنبي، إنّه لا ينبغي أن أذهبَ إلّا وأنت خليفتي".
رواه الإمام أحمد (٣٠٦١) عن يحيى بن حمّاد، حدّثنا أبو عوانة، حدثنا أبو بَلْج، حدّثنا عمرو ابن ميمون، قال: إنّي لجالس إلى ابن عباس، إذ أتاه تسعةُ رهطٍ فقالوا: يا أبا عباس، إمّا أن تقوم معنا، وإمّا أن تُخْلُونا يا فلان. قال: فقال ابنُ عباس: بل أقوم معكم. قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمي. قال: فابتدؤوا فتحدّثوا، فلا ندري ما قالوا: قال: فجاء ينفضُ ثوبَه ويقول: أُفْ وتُفْ وقعوا في رجل له عشْر، وقعوا في رجل قال له النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لأبعثنّ رجلًا لا يُخزيه اللَّه