إن إلقاء الله عز وجل في قلب عبد من عباده محبة الإيمان وكراهية الكفر والفسوق والعصيان نعمة كبيرة وفضل عظيم من الله عز وجل على ذلك العبد، وقد دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - والصحابة خلفه أن يُحَبِّبَ الله عز وجل إليهم الإيمان، وأن يُزَيِّنه في قلوبهم، وأن يُكَرِّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان.
• عن عبيد بن رفاعة الزرقي، عن أبيه قال: لما كان يوم أحد، وانكفأ المشركون، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "استووا حتى أثني على ربي عز وجل" فصاروا خلفه صفوفًا فقال: "اللهم لك الحمد كله، اللهم لا قابض لما بسطت، ولا مقرب لما باعدت، ولا مباعد لما قرّبت، ولا معطي لما مندت، ولا مانع لما أعطيت. اللهم ابسط علينا من بركاتك ورحمتك وفضلك ورزقك، اللهم إني أسألك النعيم المقيم الذي لا يحول ولا يزول، اللهم إني أسألك النعيم يوم العيلة، والأمن يوم الحرب، اللهم عائذا بك من سوء ما أعطيتنا، وشر ما منعت منا. اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم توفنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين، غير خزايا ولا مفتونين، اللهم قاتل الكفرة الذين يصدون عن سبيلك ويكذبون رسلك، واجعل عليهم رجزك وعذابك، اللهم قاتل الكفرة الذين أوتوا الكتاب، إله الحق".
صحيح: رواه أحمد (١٥٤٩٢)، والبخاري في الأدب المفرد (٦٩٩)، والبزار - كشف الأستار (١٨٠٠)، والحاكم (١/ ٥٠٦ , ٥٠٧) كلهم من طرق عن عبد الواحد بن أيمن، عن عبيد بن رفاعة الزرقي، عن أبيه فذكره.
وإسناده صحيح، والكلام عليه مبسوط في كتاب سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
• عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب خطب بالجابية، فقال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقامي فيكم، فقال:" ... ومن سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن".
صحيح: رواه أحمد (١١٤) وابن حبان (٧٢٥٤) والحاكم (١/ ١١٣) كلهم من طريق عبد الله بن المبارك، أنا محمد بن سوقة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، فذكره في حديث طويل.