فخفضهم النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ولا الله عَزَّ وَجَلَّ، لا يلقي حبيبه في النّار".
صحيح: رواه أحمد (١٢٠١٨، ١٣٤٦٧)، والبزّار (كشف الأستار ٣٤٧٦)، وصحّحه الحاكم (١/ ٥٨، ٤/ ١٧٧) كلّهم من طرق عن حميد الطّويل، عن أنس فذكره.
وإسناده صحيح. وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشّيخين".
١٧ - باب قوله: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (٤٥) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا (٤٦)}
• عن عطاء بن يسار قال: لقيت عبد الله بن عمرو بن العاص قلت: أخبرني عن صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في التوراة. قال: أجل، والله إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} وحِرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ، ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا يدفع بالسيئة السيئة، ولكن يعفو، ويغفر، ولن يقبضه الله حتَّى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إِلَّا الله، ويفتح بها أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا.
صحيح: رواه البخاريّ في البيوع (٢١٢٥) عن محمد بن سنان، حَدَّثَنَا فليح، حَدَّثَنَا هلال، عن عطاء بن يسار قال فذكره.
قال البخاريّ: تابعه عبد العزيز بن أبي سلمة، عن هلال. انتهى.
ذكر البخاريّ متابعة عبد العزيز بن أبي سلمة في التفسير (٤٨٣٨) لفليح وهو ابن سليمان بن أبي المغيرة الخزاعي لضعفه.
وقول عبد الله بن عمرو: "إنه لموصوف في التوراة ببعض صفته في القرآن" يدل على اطلاع عبد الله بن عمرو كتاب اليهود وهو "العهد القديم"، ويُسمى أيضًا التوراة تغليبا لأن الأسفار الخمسة الأولى: التكوين، والخروج، واللاوين، والعدد، والتثنية تنسب إلى موسى عليه السّلام، وبقية العهد القديم تشتمل على عدة أنواع منها: أسفار الأنبياء فما ذكره عبد الله بن عمرو فمثله لا يزال موجودا في أسفار إشعيا - الإصحاح الثاني والأربعون.
وفقرات هذا الإصحاح كالتالي:
١ - هو ذا عبدي الذي أعضده مختاري الذي سُرّت به نفسي.
٢ - وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم.
٣ - لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته.
٤ - لا يَكَلُّ ولا ينكسر حتَّى يضع الحق في الأرض، وتنتظر الجزائرُ شريعته.
٥ - أنا الرب قد دعوتك بالبر، فأمسك بيدك، وأحفظك، وأجعلك عهدا للشعب نورًا للأمم