والجنة والنار (٢٨١١) من وجه آخر عن مجاهد مختصرًا.
قوله: "بجُمّار" بضم الميم وتشديدها وهو: الذي يؤكل من قلب النخل يكون لينا.
[٢١ - باب ما جاء في العنب]
قال الله تعالى: {وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} [الرعد: ٤].
وقال تعالى: {ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (٢٦) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (٢٧) وَعِنَبًا وَقَضْبًا} [عبس: ٢٦ - ٢٨].
قال الحافظ ابن القيم في زاد المعاد (٤/ ٣٤٠): "وقد ذكر الله سبحانه العنب في ستة مواضع من كتابه في جملة نعمه التي أنعم بها على عباده في هذه الدار وفي الجنّة، وهو من أفضل الفواكه وأكثرها منافع، وهو يؤكل رطبا ويابسًا، وأخضر ويانعا، وهو فاكهة مع الفواكه، وقوت مع الأقوات، وأدم مع الإدام، ودواء مع الأدوية، وشراب مع الأشربة" اهـ.
هذا وقد ورد ذكر العنب في جملة أحاديث صحيحة، منها في اتخاذ الشراب منه، وفي النهي عن تسميته كرْما، وفي بيع المزابنة وغير ذلك، وهي مذكورة في مواضعها من الكتاب.
وفي الباب عن النعمان بن بشير قال: أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم عنب من الطائف. فدعاني فقال: "خذ هذا العنقود فأبلغه أمك"، فأكلته قبل أن أبلغه إياها. فلمّا كان بعد ليال قال لي: "ما فعل العنقود؟ هل أبلغته أمك؟ قلت: لا. قال: فسماني غُدر. رواه ابن ماجة (٣٣٦٨) عن عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، ثنا أبي، ثنا محمد بن عبد الرحمن بن عِرْق، عن أبيه، عن النعمان بن بشير .. فذكره.
ورواه الطبرانيّ في الأوسط (١٩٢٠) من طريق عثمان بن سعيد بهذا الإسناد مثله وزاد: قال: وكان النعمان يقول على منبره: "ألا إن البلية كل البلية أن تعمل أعمال السوء في أيمان السوء".
قال الطبرانيّ: "لا يروى هذا الحديث عن النعمان بن بشير إِلَّا بهذا الإسناد، تفرّد به محمد بن عبد الرحمن بن عرق.
وعبد الرحمن بن عرق اليحصبي الحمصي لم يوثقه سوى ابن حبَّان، وقد تفرّد بالرواية عنه ابنه محمد، ولذا قال الحافظ: "مقبول" يعني حيث يتابع، ولم أجد له متابعا.
وأمّا قول البوصيري في مصباح الزجاجة (٣/ ٩٩): "إسناده صحيح، رجاله ثقات". فبناء على اعتماده على توثيق ابن حبَّان، وهو معروف بتساهله.
٢٢ - باب ما جاء في السِّلق
• عن سهل بن سعد قال: إن كنا لنفرح بيوم الجمعة، كانت لنا عجوز تأخذ أصول السِّلق، فتجعله في قدر لها، فتجعل فيه حبّات من شعير، إذا صلينا زُرناها، فقرّبته