أي: الدنيا ومتاعها زائلة، والآخرة وما فيها باقية، وهذا يقتضي إيثار الباقي على الفاني، وأن لا يضر المرء آخرته بدنياه، فلا يكون همه كله للدنيا، وقد جاء في الحديث.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من طلب الدنيا أضرَّ بالآخرة، ومن طلب الآخرة أضرَّ بالدنيا" فسمعته قال: "فأضِرُّوا بالفاني للباقي".
حسن: رواه ابن أبي عاصم في الزهد (١٦١) عن هدبة بن عبد الوهاب، أخبرنا الفضل بن موسى، أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، فذكره.
وإسناده حسن من أجل هدبة بن عبد الوهاب ومحمد بن عمرو فكلاهما حسن الحديث.
• عن عبد الله بن مسعود قال: نام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حصير، فقام وقد أثَّر في جنبه، فقلنا: يا رسول الله! لو اتخذنا لك وطاء، فقال:"مالي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها".
حسن: رواه الترمذي (٢٣٧٧) وابن ماجه (٤١٠٩) وأحمد (٤٢٠٨) وصحَّحه الحاكم (٤/ ٣١٠) كلهم من طرق عن المسعودي (هو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة)، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم النخعي، عن علقمة، عن عبد الله بن مسعود، قال: فذكره.
وإسناده حسن من أجل المسعودي فإنه مختلط لكن رواه وكيع بن الجراح عنه كما عند الإمام أحمد، وروايته عنه قبل اختلاطه.
وقال الترمذي:"هذا حديث حسن صحيح".
قوله:"وطاء" أي: فراشا.
وفي هذا المعنى أحاديث أخرى، وهي مذكورة في كتاب الزهد.