نزلت هذه الآية في طائفة آمنوا بالنّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- كعبد اللَّه بن السّلام من اليهود، وسلمان الفارسيّ من النّصارى.
• عن أبي سفيان، قال: كان في رسالة النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى هرقل:"باسم اللَّه الرحمن الرحيم، من محمد رسول اللَّه إلى هرقل عظيم الرّوم. سلامٌ على من اتّبع الهدى أما بعد: فإنّي أدعوك بدعاية الإسلام، أسْلم تَسْلم، وأسْلم يؤتكَ اللَّه أجرك مرّتين، وإنْ تولّيتَ فإنّ عليك إثم الأريسيين. {قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}[سورة آل عمران: ٦٤] ".
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٥٥٣)، ومسلم في الجهاد (١٧٧٣) كلاهما من حديث عبد الرّزاق أخبرنا معمر، عن الزّهريّ، عبد اللَّه بن عبد اللَّه بن عتبة، عن ابن عباس، أنّ أبا سفيان أخبره من فِيهِ إلى فِيهِ قال (فذكر الحديث).
وقوله:"الأريسين" جمع أريسي، وهو منسوب إلى أريس -بوزن فعيل-. قال ابن سيده: الأريس الأكار - أي الفلاح عند ثعلب، وعند كراع: الأريس هو الأمير. وقيل في تفسيره غير ذلك، وهي لغة شامية. انظر: الفتح (١/ ٣٩).
• عن أبي موسى، أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال:"ثلاثة يؤتون أجرهم مرّتين: الرّجل تكون له الأمة فيعلّمها فيُحسن تعليمها، ويؤدّبها فيحسن أدبها، ثم يعتقها فيتزوّجها فله أجران، ومؤمن أهل الكتاب الذي كان مؤمنًا ثم آمن بالنّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فله أجران، والعبد يؤدي حقّ اللَّه وينصح لسيّده". ثم قال الشّعبيّ: وأعطيتُكها بغير شيء، وقد كان الرّجلُ يرحل في أهون منها إلى المدينة.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الجهاد (٣٠١١)، ومسلم في الإيمان (١٥٤) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة: حدّثنا صالح بن حيي أبو حسن، قال: سمع الشعبي يقول: حدّثني أبو بردة، أنّه سمع أباه، عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فذكر مثله.
واللّفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم قريب منه، وفيه: "ورجل كانت له أمّة، فغذّاها فأحسن غذاءها