هو عثمان بن عفان بن أبي العاص القرشي الأموي أمير المؤمنين.
ولد بعد عام الفيل بست سنين على الصحيح، وكان ربعة (أي لا بالطويل ولا بالقصير) حسن الوجه، رقيق البشرة، عظيم اللحية، بعيد ما بين المنكبين، زوجه النبي - صلى الله عليه وسلم - ابنته رقية، فماتت عنده أيام بدر، فزوجه بعدها أختها أم كلثوم، فلذلك كان يلقب ذا النورين.
قال ابن مسعود:"لما بويع بايعنا خيرنا، ولم نَأْل.
وقال علي: "كان عثمان أوصلنا للرحم". وكذا قالت عائشة لما بلغها قتله: "قتلوه، وإنه لأوصلهم للرحم، وأتقاهم للرب".
قتل على رأس إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهرا واثنين وعشرين يوما من خلافته فيكون ذلك في ثاني عشرين ذي الحجة سنة خمس وثلاثين قاله ابن إسحاق. الإصابة (٥٤٧٣).
[١ - باب أن عثمان رجل حيي تستحي منه الملائكة]
• عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مضطجعا فى بيتي، كاشفا عن فخذيه -أو ساقيه- فاستأذن أبو بكر، فأذن له، وهو على تلك الحال، فتحدث، ثم استأذن عمر فأذن له، وهو كذلك، فتحدث، ثم استأذن عثمان، فجلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وسوَّى ثيابه -قال محمد: ولا أقول ذلك في يوم واحد- فدخل فتحدث، فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله، ثم دخل عثمان فجلست وسوَّيت ثيابك، فقال: "ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة".
صحيح: رواه مسلم في فضائل الصحابة (٢٤٠١: ٢٦) من طرق، عن إسماعيل بن جعفر، عن محمد ابن أبي حرملة، عن عطاء وسليمان بن يسار وأبي سلمة بن عبد الرحمن، أن عائشة قالت: فذكرته.
كذا رواه مسلم "عن فخذيه أو ساقيه" بالشك، ورواه أحمد بإسناد حسن (٢٤٣٣٠) من وجه آخر عن عائشة: "كان جالسًا كاشفًا عن فخذيه" بدون الشك.
• عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وعثمان أن أبا بكر استأذن على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهو مضطجع على فراشه، لابس مرط عائشة، فأذن لأبي بكر وهو كذلك، فقضى إليه حاجته ثم انصرف، ثم استأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته، ثم انصرف. قال عثمان: ثم استأذنت عليه، فجلس، وقال لعائشة: "اجمعي عليك ثيابك". فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت، فقالت عائشة: يا رسول الله! ما لي لم أرك