[٣ - باب الرجل يعتمد على عمود وغيره في الصلاة]
• عن هلال بن يساف، قال: قدمتُ الرقة، فقال لي بعضُ أصحابي: هل لك في رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: قلت: غنيمة. فدفعنا إلى وابصة. قلت لصاحبي: نبدأ فننظر إلى دلِّه، فإذا عليه قلنسوة لاطئة ذات أذنين، وبرنس خز أغبر، وإذا هو معتمد على عصا في صلاته. فقلنا بعد أن سلمنا. فقال: حدثتني أم قيس بنت محصن: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما أسَنَّ وحمل اللَّحم، اتخذ عمودًا في مصلاه يعتمد عليه".
حسن: رواه أبو داود (٩٤٨) عن عبد السلام بن عبد الرحمن الوابصي، حدثنا أبي، عن شيبان، عن حصين بن عبد الرحمن، عن هلال بن يساف، فذكره.
ورواه الحاكم (١/ ٢٦٤، ٢٦٥) من وجه آخر عن شيبان بن عبد الرحمن بإسناده. وقال: "صحيح على شرط الشيخين غير أنهما لم يخرجا لوابصة بن معبد لفساد الطريق إليه".
قلت: عبد السلام بن عبد الرحمن الوابصي لم يوثقه غير ابن حبان؛ ولذا قال الحافظ في "التقريب": "مقبول" أي عند المتابعة، وهو كذلك.
وأبوه عبد الرحمن وهو ابن صخر بن عبد الرحمن بن وابصة الرقي "مجهول" كما في "التقريب". وإليه يشير الحاكم في قوله: "لم يخرجا لوابصة بن معبد لفساد الطريق إليه". ولكن أخرجه هو من وجه آخر متابعًا لهما، وبهذا حسن إسناد هذا الحديث.
وفي الحديث دليل للمريض أو من ثقل جسمه من كثرة لحمه ويخشى من السقوط إذا قام جاز له أن يعتمد على عصا أو على حائط، أو على أي شيء يقيه من السقوط.
[٤ - باب الصلاة في السفينة]
• عن عبد الله بن عمر قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في السفينة فقال: كيف أصلي في السفينة؟ فقال: "صلِّ فيها قائمًا إلا أن تخاف الغرق".
حسن: رواه الحاكم في المستدرك (١/ ٢٧٥) وعنه البيهقي (٣/ ١٥٥) من طريق محمد بن الحسن بن أبي الحنين (كذا عند البيهقي، وعند الحاكم محمد بن الحسين بن أبي الحسين) ثنا الفضل بن دُكين، ثنا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن ابن عمر فذكر الحديث.
قال الحاكم: "صحيح الإسناد على شرط مسلم ولم يخرجاه وهو شاذ بمرة".
وقال البيهقي: "حديث أبي نعيم الفضل بن دكين حسن".
قلت: وهو كما قال فإن جعفر بن برقان وإن كان من رجال مسلم إلا أنه لا يرتقي إلى درجة الثقة، وإنما هو "صدوق" كما قال الحافظ في التقريب.