قيل: نزلت هذه الآية في أحد وذلك أنّ أبا سفيان وأصحابه لمّا رجعوا يوم أحد، بعث رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- طائفة في آثارهم، فشكوا ألم الجراحات. فقال اللَّه تعالى:{وَلَا تَهِنُوا} أي لا تضعفوا في طلب أبي سفيان وأصحابه.
وقوله:{فَإِنَّهُمْ} أي الكفار.
وإليه تشير أيضًا آية سورة آل عمران (١٣٩): {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} أي إن صرتم على جراحاتكم فتكون لكم العاقبة بالنصرة والظفر. وهو قوله تعالى:{وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}.
قوله:{بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ} أي بما ألهم اللَّه إليك. وذكر في سبب نزوله قصة بني أبيرق
رُوي عن قتادة بن النعمان قال: "كان أهل بيتٍ منَّا يقال لهم: بَنُو أُبَيْرق: بِشْرٌ وبشير ومبَشِّرٌ، وكان بشير رجلا منافِقا، يقول الشِّعْرَ يَهْجُو به أصحاب النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم يَنْحَلُهُ بعض العرَب، ثم يقول: قال فلان كذا وكذا، قال فلان كذا وكذا، فإذا سمع أَصحابُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- ذلك الشِّعْرَ، قالوا: واللَّهِ، ما يقول هذا الشِّعْرَ إلا هذا