الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ} إلى آخر الآية:{إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا}[سورة النساء: ١]، والآية التي في الحشر {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ}[سورة الحشر: ١٨] تصدق رجل من دينار من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره". حتى قال: "ولو بشق تمرة" .. قال: جاء رجل من الأنصار بصرة كادت كفه تعجر عنها -بل قد عجزت-قال: ثم تتابع الناس حتى رأيت كومين من طعام وثياب حتى رأيت وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتهلل كأنه مذهب. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سنَّ في الإسلام سنَّة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئةً كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من غيره من غير أن ينقص من أوزارهم شيءٌ".
صحيح: رواه مسلم في الزكاة (١٠١٧) عن محمد بن المثنى العنزيّ، أخبرنا محمد بن جعفر، حدّثنا شعبة، عن عون بن أبي جحيفة، عن المنذر بن جرير، عن أبيه، فذكره.
ورواه من وجه آخر عن عبد الرحمن بن هلال العبسي، عن جرير بن عبد الله قال: "جاء ناس من الأعراب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليهم الصوف فرأي سوء حالهم قد أصابتهم حاجة". فذكر بمغني حديثهم.
• عن أبي مسعود الأنصاريّ، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرنا بالصدقة انطلق أحدنا إلى السوق فتحامل فيضيب المد وإن لبعضهم اليوم لمائة ألف.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (١٤١٦) عن سعيد بن يحيى، حدّثنا أبي، حدّثنا الأعمش، عن شقيق، عن أبي مسعود الأنصاريّ، فذكر الحديث.
واتّفق الشّيخان فروى البخاريّ في التفسير (٤٦٦٨) ومسلم في الزكاة (١٠١٨) كلاهما من حديث محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان، عن أبي وائل، عن أبي مسعود رضي الله عنه، قال: "لما أمرنا بالصدقة كنا نتحامل فجاء أبو عقيل بنصف صاع، وجاء إنسان بأكثر منه، فقال المنافقون: إنّ الله لغني عن صدقة هذا، وما فعل هذا الأخر إلّا رئاء فنزلت:{الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ} الآية [التوبة: ٧٩]".
١٢ - كراهة الإحصاء في الصّدقة
• عن أسماء بنت أبي بكر، أنها جاءت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا نبي الله! ليس لي شيء إلّا ما أدخل عليَّ الزبير، فهل عليَّ جناح أن أرضخ ممّا يدخل عليَّ؟ فقال: "ارضخي ما استطعت ولا توعي فيوعي الله عليك".