٥ - باب قوله: {وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ (٨٧)}
• عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة، وعلى وجه آزر قترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصني، فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك، فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون، فأي خزي أخزى من أبي الأبعد، فيقول الله تعالى: إني حرمت الجنة على الكافرين، ثم يقال: يا إبراهيم، ما تحت رجليك؟ فينظر، فإذا هو بذيخ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه، فيلقى في النار".
صحيح: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٥٠) عن إسماعيل بن عبد الله، قال: أخبرني أخي عبد الحميد، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره.
أي: لما جاء هم عذاب الله الذي كانوا يوعدون عند تمردهم وعصيانهم لم تغن أموالهم وأولادهم وغيرها من النعم عنهم شيئا، وهذا كقوله تعالى:{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}[سورة الليل: ١١]، وقوله تعالى:{مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ}[سورة المسد: ٢].
وقد جاء في الصحيح:
• عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة، فيصبغ في النار صبغة، ثم يقال: يا ابن آدم، هل رأيت خيرا قط؟ هل مرّ بك نعيم قط؟ فيقول: لا، والله يا رب. ويؤتَى بأشدّ الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة، فيصبغ صبغة في الجنة، فيقال له: يا ابن آدم، هل رأيت بؤسا قط؟ هل مرّ بك شدّة قطّ، فيقول: لا، والله يا رب، ما مرّ بي بؤس قطّ، ولا رأيت شدّة قطّ".
صحيح: رواه مسلم في صفة القيامة (٢٨٠٧) عن عمرو الناقد، حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: فذكره.
قوله:{إِنَّهُمْ عَنِ السَّمْعِ لَمَعْزُولُونَ} أي: الشياطين كانوا بمعزل عن استماع القرآن حال نزوله؛ لأن السماء كانت ملئت بالشهب والحرس الشديد مدة نزول القرآن.
• عن ابن عباس قال: انطلق النبي - صلى الله عليه وسلم - في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ، وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء، وأرسلت عليهم الشهب، فرجعت الشياطين إلى قومهم، فقالوا: ما لكم؟ . فقالوا: حيل بيننا وبين خبر السماء،