للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حياة بعدها إلّا بعد البعث.

ومثله قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [سورة الزمر: ٤٢].

وقوله: {مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ} أي ما كسبتم، قال ابن عباس: "ما اكتسبتم من الإثم".

وقوله: {أَجَلٌ مُسَمًّى} هو الموت.

٩ - باب قوله: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ (٦١) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (٦٢)}

قوله: {حَفَظَةً} أي الملائكة الذين يحفظون بدن الإنسان كما قال تعالى: {لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} [سورة الرعد: ١١].

وقوله: {وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} أي لا يقصّرون في حفظ روح المتوفى، بل يحفظونها، وينزلونها حيث شاء اللَّه عزّ وجلّ، إن كان من الأبرار ففي عليين، وإن كان من الفجار ففي سجيين.

وقوله: {ثُمَّ} أي بعد الموت.

وقوله: {وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ} أي الخلائق يُردون بالموت إلى اللَّه مولاهم؛ ليحكم بينهم؛ لأنه لا حكم إلّا له؛ لقوله في آخره: {أَلَا لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ} لكمال علمه وقدرته، فإنه إذا حاسب يكون حسابه سريعا؛ لأنه لا يحتاج إلى فكرة وروية وعقد يد.

١٠ - باب قوله: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (٦٥)}

قوله: {مِنْ فَوْقِكُمْ} أي الرجم والحصب من السماء.

وقوله: {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ} أي الخسف.

وقوله: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا} أي فرقا متخالفين بعد ما كنتم مجتمعين.

وقوله: {وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ} أي في الفتنة فيُسلّط بعضكم على بعض بالعذاب والقتل.

قال اللَّه تعالى: {أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (١٦) أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (١٧) وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ (١٨)} [سورة الملك: ١٦ - ١٨].

• عن جابر قال: لما نزلت هذه الآية: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ

<<  <  ج: ص:  >  >>