يمين الجنة إذا دخلتها. فقال: أي بني! سل الله الجنة، وتعوذ به من النار، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنه سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء".
صحيح: رواه أبو داود (٩٦)، وابن ماجه (٣٨٦٤)، وصحّحه ابن حبان (٦٧٦٤)، والحاكم (١/ ١٦٢، ٥٤٠) كلهم من حديث حماد بن سلمة، ثنا الجريري، عن أبي نعامة، عن عبد الله بن مغفل فذكره إلا أن ابن ماجه لم يذكر "الطهور". وإسناده صحيح.
وصحّحه أيضا ابن حجر في التلخيص (١/ ١٤٤).
وبمعناه ما روي عن أبي نعامة، عن ابن لسعد قال: سمعني أبي وأنا أقول: اللهم! إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا، وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا، فقال. يا بني! إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "سيكون قوم يعتدون في الدعاء" فإياك أن تكون منهم، إن أعطيت الجنة أعطيتها، وما فيها من الخير، وإن أعذت من النار، أعذت منها وما فيها من الشر.
رواه أبو داود (١٤٨٠) عن مسدد حدثنا يحيى عن شعبة عن زياد بن مخراق عن أبي نعامة فذكره. وقد وقع في إسناده اضطراب شديد فإن زياد بن مخراق وإن كان ثقة، فإنه لم يُقِمْ إسناد هذا الحديث كما قال أحمد، فإن الصحيح أنه من حديث عبد الله بن مغفل كما سبق.
[٧ - باب كراهة أن يحجر الداعي في دعائه واسع رحمة ربه]
• عن أبي هريرة قال: قام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صلاة، وقمنا معه، فقال أعرابي وهو في الصلاة: اللهم! ارحمني ومحمدا، ولا ترحم معنا أحدا، فلما سلم النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للأعرابي: "لقد حجرت واسعا" يريد رحمة الله.
صحيح: رواه البخاري في الأدب (٦٠١٠) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة فذكره.
• عن عبد الله بن عمرو، أن رجلا جاء فقال: اللهم! اغفر لي ولمحمد، ولا تشرك في رحمتك إيانا أحدا فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من قائلها؟ " فقال الرجل: أنا. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لقد حجبتهن عن ناس كثير".
صحيح: رواه أحمد (٦٥٩٠) - واللفظ له - والبخاري في الأدب المفرد (٦٢٦)، وصحّحه ابن حبان (٩٨٦) كلهم من طريق حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو فذكره.
وإسناده صحيح عطاء بن السائب ثقة، وثقه الأئمة إلا أنه اختلط في آخر عمره لكن رواية حماد بن سلمة عنه قبل الاختلاط.
وأما الهيثمي فقال في المجمع (١٠/ ١٥٠): "رواه أحمد والطبراني بنحوه، وإسنادهما حسن.