حفص، عن حُميد، عن عبد الله بن شقيق، عن عائشة فذكرته.
قال النسائي: "لا أعلم أحدًا روي هذا الحديث غير أبي داود وهو ثقة، ولا أحسب هذا الحديث إلا خطأ" انتهي.
قلت: ومن هذا الوجه رواه أيضًا ابن خزيمة في صحيحه (٩٧٨، ١٢٣٨).
فلا يجوز تخطئة الثقات بالظن، فإن أبا داود الحفري هو: عمر بن سعد بن عبيد الحَفري ثقة عابد، وثَّقَه ابن معين وأبو داود وغيرهما، وقد تابعه محمد بن سعيد بن الأصبهاني عند البيهقي (٢/ ٣٠٥) فرواه عن حفص وهو: ابن غياث به مثله.
وأما قول الحافظ ابن حجر: "قد رواه ابن خزيمة والبيهقي من طريق محمد بن سعيد بن الأصبهاني متابعة أبي داود، فظهر أنه لا خطأ فيه".
فالظّاهر أنه وقع وهم من الحافظ، فإن ابن خزيمة رواه من طريق أبي داود الحفري وهو عمر بن سعد، وإنما الذي رواه من طريق محمد بن سعيد بن الأصبهاني هو البيهقي وحده، فتنبه، وسبق تخريجه بالتفصيل في جموع أبواب صلاة الليل.
• عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من استطاع منكم أن يسجد فليسجدْ، ومن لم يستطعْ فلا يرفعْ إلى جبهِته شيئًا يسجُد عليه، ولكن ركوعُه وسجوده يؤمِئُ برأسه".
حسن: رواه الطبراني في الأوسط (٧٠٨٥) عن محمد بن عبد الله بن بكر، قال: حدثنا سُريج بن يُونس، قال: حدثنا قُرَّان بن تَمام، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع فذكره.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عبيدالله بن عمر إلا قُرَّان بن تمَّام، تفرد به سُريج بن يونس".
قلت: قُرَّان -بضم أوله، وتشديد الراء- ابن تمَّام الأسدي الكوفي وثقه أحمد وابن معين والدارقطني، وذكره ابن حبان في الثقات فمثله يحسن حديثه.
ولا يضر تفرد سُريج بن يونس، وهو أبو الحارث البغدادي فإنه ثقة عابد من رجال الشيخين، ولذا قال الهيثمي في "المجمع" (٢/ ١٤٩): "ورجاله موثقون، ليس فيهم كلام يضر".
ولا يُعل هذا ما جاء عن ابن عمر موقوفًا، رواه مالك وجماعة عن نافع، لأن هذا لا يمنع من صحة الرفع، لأن رواته ثقات.
• عن ابن عمر قال: عاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلًا من أصحابه مريضًا، وأنا معه فدخل عليه وهو يُصَلِّي على عود، فوضع جبهته على العود، فأومأ إليه فطرح العود، وأخذ وسادةً، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "دعها عنك إن استطعت أن تسجد على الأرض وإلا فأومئ إيماءً، واجعل سجودك أخفض من ركوعك".
حسن: رواه الطبراني في "الكبير" (١٢/ ٢٦٩، ٢٧٠) عن عبد الله بن أحمد، قال: حدثني شباب