العصفري، ثنا سهل أبو عتاب، ثنا حفص بن سليمان، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن ابن عمر، فذكره.
وإسناده حسن من أجل شباب -وهو خليفة بن خياط العصفري أبو عمرو البصريّ- وشباب لقبه، مختلف فيه غير أنه حسن الحديث.
وشيخه سهل هو ابن حماد البصري أبو عتّاب "صدوق" كما في "التقريب".
وحفص بن سليمان هو المنقري التميمي البصريّ، "ثقة" كما في "التقريب".
لكن خلّط الهيثمي بينه وبين غيره فقال في "المجمع" (٢/ ١٤٨): "هو متروك، واختلفت الرواية عن أحمد في توثيقه، والصحيح أنه ضعّفه".
والصواب أنه لم يضعّف المنقري، بل قال: "هو صالح" وإنما اختلفت روايته في حفص بن سليمان الأسدي الغاضري وهو ضعيف باتفاق أهل العلم. وقال في "التقريب": "متروك الحديث مع إمامته في القراءة".
وأمَّا ما رُوي عن علي بن أبي طالب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "يُصلي المريض قائمًا إن استطاع، فإن لم يستطع صلى قاعدًا، فإن لم يستطع أن يسجد أومأ، وجعل سجوده أخفض من ركوعه، فإن لم يستطع أن يُصلي قاعدًا صلَّى على جنبه الأيمن مستقبل القبلة، فإن لم يستطع أن يُصلي على جنبه الأيمن صلي مستلقيًا رجلاه مما تلى القبلة".
فهو ضعيف، رواه الدارقطني (٢/ ٤٢) من طريق الحسين بن زيد بن الحكم الجبري، ثنا حسن ابن حسين العُرني، ثنا حسين بن زيد، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن علي بن حسين، عن الحسين بن علي، عن علي بن أبي طالب فذكره.
وفيه حسن بن حسين العُرني قال ابن عدي: "له أحاديث مناكير، ولا يُشبه حديثه حديث الثقات"، وقال ابن كثير: "هو شيعي ضعيف". "إرشاد الفقيه" (١/ ١٨٠).
وفيه أيضًا حسين بن زيد ضعَّفه ابن معين وغيره، يقول ابن عدي: "وأرجو أنه لا بأس به، إلا أني وجدتُ في حديثه النكرةَ".
وقال النووي: "هذا حديث ضعيف".
وكذلك لا يصح ما رُوي عن جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عاد مريضًا، فرآه يصلي على وسادة، فأخذها فرمي بها، وأخذ عودًا ليصلي عليه فأخذه فرمي به، وقال: "صلِّ على الأرض إن استطعت وإلا فأومئ إيماءً، واجعل سجودَك أخفض من ركوعك" رواه البزار "كشف الأستار" (٥٦٨) والبيهقي (٢/ ٣٠٦) من طريق أبي بكر الحنفي، ثنا سفيان الثوري، عن أبي الزبير، عن جابر فذكر الحديث.
وقد سُئل أبو حاتم عن هذا الحديث فقال: الصواب عن جابر موقوف، ورفعه خطأ، قيل له: فإن أبا أسامة قد روي عن الثوري هذا الحديث مرفوعًا، فقال: ليس بشيء".