(٢) تقدم في (٦). (٣) جابر بن عبد الله بن رئاب بن النعمان الأنصاري السلمي. أحد الستة الذين شهدوا بيعة العقبة الأولى، ثم شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول الله ﷺ وتوفي وليس له عقب- ﵁. الطبقات (٣/ ٥٧٤)، الكبير (٢/ ٢٠٨)، الاستيعاب (١/ ٢٢٢)، الإِصابة (١/ ٢١٤). درجة الحديث: في إسناده مولى لزيد بن ثابت ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. اُخرجه ابن هشام في السيرة (٢/ ٥٤٥) عن ابن إِسحاق قال: وكان ممن نزل فيه القرآن بخاصة من الأحبار وكفار يهود الذين كانوا يسألونه ويفتنونه، ليلبسوا الحق بالباطل، فيما ذكر لي، عن عبد الله بن عباس، وجابر بن عبد الله بن رئاب، أن أبا ياسر بن أخطب -وكان من اليهود- مر برسول الله ﷺ، وهو يتلو فاتحة البقرة ﴿الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ﴾ فأتى أخاه حيي بن أخطب في رجال من يهود، فقال: تعلموا، والله لقد سمعت محمدا يتلو فيما أنزل عليه ﴿الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ﴾ فقالوا أنت سمعته؟ فمَال: نعم، فمشى حيي بن أخطب في أولئك النفر من يهود إِلى رسول الله-ﷺ فقالوا له: يا محمد ألم يذكر لنا أنك تتلو فيما أنزل إِليك: ﴿الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ﴾؟ فقال رسول الله ﷺ: "بلى". قالوا: أجاءك بها جبريل من عند الله؟ فقال: "نعم". قالوا: لقد بعث الله قبلك أنبياء، ما نعلمه بين لنبي منهم ما مدة ملكه … الحديث بطوله. هكذا رواه ابن إِسحاق، ولم يسم من روى عنه. وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (١/ ٢١٦) من طريق: محمد بن حميد الرازي، عن سلمة بن الفضل، عن ابن إِسحاق، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، وجابر مثله مطولا. قلت: وقد أشار البخاري- ﵀ إِلى رواية الكلبي هذه، حيث أخرجها تعليقا عن ابن إِسحاق، وأشار إِلى اختلاف آخر في الحديث، فأخرجه تعليقا، عن سلمة، عن ابن إِسحاق، عن محمد بن أبي محمد، عن عكرمة، أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس ﴿الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ﴾ بطوله. ثم نقل عن شيخه علي بن المديني أنه قال: ما خرجنا من الري، حتى رمينا بحديث سلمة. وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره (١/ ٣٧): وأما من زعم أنها -أي الأحرف المقطعة- دالة على معرفة المدد، وأنه يستخرج من ذلك أوقات الحوادث والفتن والملاحم، فقد ادعى ما ليس له، وطار في غير مطاره، وقد ورد في ذلك