-صلى اللَّه عليه وسلم- ذات ليلة وقد سهر عنده، فوجد امرأته قد نامت، فأرادها، فقالت: إني قد نمت، قال: ما نمت، ثم وقع بها، وصنع كعب بن مالك مثل ذلك، فغدا عمر إلى النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فأخبره، فأنزل اللَّه تعالى:{عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ}.
حسن: رواه أحمد (١٥٧٩٥) عن عتاب بن زياد قال: أخبرنا عبد اللَّه، قال: أخبرنا ابن لهيعة، قال: حدثني موسى بن جبير فذكره.
وإسناده حسن من أجل موسى بن جبير؛ فإنه روى عنه جمعٌ، وذكره ابن حبان في الثقات، وابن لهيعة فيه كلام معروف، ورواية عبد اللَّه بن المبارك أحد العبادلة أعدل وأصح من غيرهم.
ويؤيده ما رواه ابن مردويه من طريق هُشيم، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: قام عمر بن الخطاب فقال: يا رسول اللَّه إني أردت أهلي البارحة على ما يريد الرجل أهله، فقالت: إنها قد نامت، فظننتُها تعتلّ، فواقعتُها فنزل في عمر {أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ}.
ذكره ابن كثير وقال: هكذا رواه شعبة، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى. واختلف في سماع ابن أبي ليلى من عمر بن الخطاب، والصحيح أنه لم يسمع منه.
• عن ابن عباس في قوله تعالى:{أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ} وذلك أن المسلمين كانوا في شهر رمضان إذا صلوا العشاء حرم عليهم النساء والطعام إلى مثلها من القابلة، ثم إن أناسًا من المسلمين أصابوا الطعام والنساء في رمضان بعد العشاء، منهم عمر بن الخطاب، فشكوا ذلك إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأنزل اللَّه:{عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ} يعني: أنكحوهن {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ}.
حسن: رواه ابن جرير الطبري (٣/ ٢٣٥ - ٢٣٦) عن المثنى قال: ثنا أبو صالح، قال: ثنا معاوية ابن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده حسن من أجل معاوية بن صالع فإنه حسن الحديث.
• عن عدي بن حاتم قال: لما نزلت: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ} عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض فجعلتها تحت وسادتي، فجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لي، فغدوت على رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فذكرت له ذلك فقال:"إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الصوم (١٩١٦) ومسلم في الصيام (١٠٩٠) كلاهما من حديث حصين بن عبد الرحمن، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم فذكره. واللفظ للبخاري.