يقاتلون على الحقّ ظاهرين إلى يوم القيامة. قال: فينزل عيسى ابن مريم عليه السلام، فيقول أميرهم: تعال صلِّ لنا. فيقول: لا، إنّ بعضكم على بعض أمراء تكرمةَ اللَّه هذه الأمّة".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٥٦) من طرق عن حجاج (وهو ابن محمد)، عن ابن جريج، قال: أخبرني أبو الزبير، أن جابر بن عبد اللَّه يقول (فذكره).
• عن جابر بن عبد اللَّه أنه قال: "إنّ امرأةً من اليهود بالمدينة ولدتْ غلامًا ممسوحةً عينُه طالعةً ناتئةً، فأشفق رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- أن يكون الدّجال. . . فقال له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يا ابن صائد، إنّا قد خبأنا لك خبيئا فما هو؟ ". قال: الدُّخ الدُّخ. فقال له رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اخسأ اخسأ". فقال عمر بن الخطاب: ائذنْ لي فأقتله يا رسول اللَّه، فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إنْ يكن هو فلستَ صاحبَه، إنّما صاحبهُ عيسى ابن مريم -صلى اللَّه عليه وسلم-، وإن لا يكن هو فليس لك أن تقتل رجلًا من أهل العهد". قال فلم يزل رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مشفقًا أنه الدّجال".
صحيح: رواه الإمام أحمد (١٤٩٥٥) عن محمد بن سابق: حدثنا إبراهيم طهمان، عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره في حديث طويل.
أورده الهيثمي في "المجمع" (٨/ ٣) وقال: "رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح".
قلت: وهو كما قال لولا عنعنة أبي الزبير فإنه مدلس، وقد ذكره الحافظ ابن حجر في "الفتح" (٦/ ١٧٣) مستشهدًا به، وسكت عنه، ومن شرطه الصحة أو الحسن، كما ذكره في هدي الساري.
وفي رواية عند احمد (١٤٩٥٤) "فيفرُّ المسلمونَ إلى جبل الدُّخان بالشّام، فيأتيهم فيُحاصِرُهُم، فيشتدُّ حِصارُهم، ويُجهدهم جُهدًا شديدًا، ثم ينزلُ عيسى ابن مريم فيُنادِي من السَّحر، فيقول: يا أيُّها النّاسُ ما يمنعُكم أن تَخْرجُوا إلى الكذَّاب الخبيث؟ فيقولون: هذا رجلٌ جنيٌّ، فينطلقون، فإذا هم بعيسى ابن مريم، فتُقام الصّلاةُ فيقال له: تقدّم يا روح اللَّه، فيقول: ليتقدّم إمامكم فليصل بكم، فإذا صلّى صلاة الصُّبح خرجوا إليه". قال: "فحين يرى الكذّاب ينماتُ كما ينمات الملح في الماء، فيمشي إليه فيقتله حتى إنّ الشّجرة والحجر ينادي: يا روحُ اللَّه، هذا يهوديٌّ. فلا يترك ممَّنْ كان يتبعه أحدًا إلّا قتله".
وأورده الهيثمي في "المجمع" (٧/ ٣٤٤) وقال: "رواه أحمد بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح".
وصحّحه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (٥٥)، والحاكم (٤/ ٥٣٠) كلاهما من طريق إبراهيم بن طهمان مختصرًا.