متفق عليه: رواه البخاريّ في الزكاة (١٤٣٤)، ومسلم في الزكاة (١٠٢٩) كلاهما من حديث حجاج بن محمد، قال: قال ابن جريج، أخبرنا ابن أبي مليكة، أن عباد بن عبد الله بن الزبير أخبره، عن أسماء بنت أبي بكر، أنها جاءت، فذكرته. واللّفظ لمسلم، واختصره البخاريّ، ولم يذكر القصة.
وفي رواية عندهما "انفحي أو انضحي أو انفقي". هذه كلها في مسلم، وفي البخاريّ: انفقي (وحده)، ولا تحصي فيحصي الله عليك، ولا تُرعي فرعي الله عليك".
روياه عن هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء، البخاريّ (٢٥٩١)، ومسلم (١٠٢٩).
وفي سنن أبي داود (١٦٩٩)، والترمذي (١٩٦١)، والنسائي (٢٥٥١): "أعطي وتُوكي فيوكي عليك".
وقوله: "ولا توكي" أي لا تدخري، والإيكاء: شدّ رأس الوعاء، وهو الرّباط الذي يربط به.
وفي الحديث من الفقه أنّ ربة البيت لها أن تنفق ما زاد من الرّزق، ولا تدخّره. هذا إذا كانت تُعطي النفقة يوميًا بقدر حاجتها، وأما إذا أعطيت زيادة على ذلك لمدة غير معلومة فلها أن تدخّره الغابر الزمان لقوله تعالى: {وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [سورة الإسراء: ٢٩]، وكلّ هذا من باب البرّ والإحسان.
• عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، قال: كنا يوما في المسجد جلوسا ونفر من المهاجرين والأنصار، فأرسلنا رجلا إلى عائشة ليستأذن فدخلنا عليها، قالت: دخل علي سائل مرة وعندي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر له بشيء ثم دعوت به، فنظرت إليه فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أما تريدين أن لا يدخل بيتك شيء ولا يخرج إلّا بعلمك؟ ". قلت: نعم. قال: مهلا يا عائشة! لا تحصي فيحصي الله عز وجل عليك".
حسن: رواه النسائي (٢٥٤٩) عن محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، حدّثني اللّيث، قال: حدّثنا خالد، عن ابن أبي هلال، عن أمية بن هند، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، فذكره.
وفيه أمية بن هند، وهو المزني الحجازيّ، ويقال: إنه ابن هند بن سعد بن سهل بن حنيف، لم يوثقه غير ابن حبان (٤/ ٤١) ولذا قال فيه الحافظ: "مقبول".
قلت: وهو كذلك لأنه توبع. رواه الإمام أحمد (١٤٤١٨)، وأبو يعلى (٤٤٦٣)، وصحّحه ابن حبان (٣٣٦٥) كلّهم من طريق ابن إدريس، عن الأعمش، عن الحكم، عن عروة، عن عائشة، أنّ سائلًا سأل، قالت: فأمرتُ الخادم فأخرج له شيئًا. قالت: فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا عائشة! لا تُحصي فيُحصي الله عليك". واللّفظ لأحمد.
وابن إدريس هو عبد الله الأودي أبو محمد الكوفي من رجال الجماعة.