• عن الشّريد بن سويد الثقفيّ، قال: أتيتُ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقلتُ: إنّ أمي أوصتْ أن تُعتق عنها رقبة، وإنّ عندي جاريةٌ نُوبيّةٌ أفيجزي عني أن أعتقها عنها؟ قال: "ائتني بها" فأتيتها بها، فقال: "من ربُّك"؟ قالت: اللَّه، قال: "من أنا؟ " قالت: أنت رسول اللَّه. قال: "فأعتقها فإنّها مؤمنة".
حسن: رواه أبو داود (٣٢٨٣)، والنسائيّ (٣٦٥٣) كلاهما من طريق حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن الشّريد بن سويد، فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن عمرو فإنّه حسن الحديث.
والشّريد بن سويد الثقفيّ لا خلاف في صحبته.
ولكن رواه ابن خزيمة في التوحيد (٢١٩) من وجه آخر عن محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن محمد بن الشريد جاء بخادم سوداء عتماء إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فقال: يا رسول اللَّه، إنّ أمي جعلت عليها عتق رقبة مؤمنة، فقال: يا رسول اللَّه، هل يجزئ أن أعتق هذه؟ فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- للخادم: "أين اللَّه؟ "، فرفعت رأسها، فقالت: في السماء، فقال: "من أنا؟ " قالت: أنت رسول اللَّه! فقال: "أعتقها فإنّها مؤمنة".
فجعل الحديث من مسند محمد بن الشريد وهو مختلف في صحبته، وأظن أنه سقط فيه: "عن أبيه".
• عن رجل من الأنصار أنه جاء بأمة سوداء وقال: يا رسول اللَّه، إنّ عليّ رقبةً مؤمنةً، فإن كنتَ ترى هذه مؤمنة أعتقتُها؟ فقال لها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أتشهدين أن لا إله إلا اللَّه؟ " قالت: نعم. قال: "أتشهدين أني رسول اللَّه؟ " قالت: نعم. قال: "أتؤمنين بالبعث بعد الموت؟ " قالت: نعم. قال: "أعتقها".
صحيح: رواه الإمام أحمد (١٥٧٤٣) عن عبد الرزّاق -وهو في مصنفه (١٦٨١٤) - حدثنا معمر، عن الزُهريّ، عن عبد اللَّه بن عبد اللَّه، عن رجل من الأنصار، فذكره.
ورواه ابن خزيمة في كتاب التوحيد (٢٢٣) من طريق عبد الرزاق.
ورواه مالك في العتق (٩) عن ابن شهاب، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه مرسلًا عن النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وأمّا ما رُوي من طريق المسعوديّ، عن عون بن عبد اللَّه، عن أخيه عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن أبي هريرة، قال: جاء رجلٌ إلى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- بجارية أعجمية. . فذكره، فهو ضعيف.
رواه أبو داود (٣٢٨٤) من طريق يزيد بن هارون، عن المسعوديّ.
ومن هذا الوجه رواه الإمام أحمد (٧٩٠٦)، وابن خزيمة (٢٢٠)، والبيهقيّ (٧/ ٣٨٨).
والمسعوديّ هو عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن عتبة بن مسعود الكوفيّ، وثقه ابن معين وغيره إلّا أنه اختلط لما دخل بغداد، فمن سمع منه بالكوفة والبصرة فسماعه جيد، وكان عبد الرحمن بن مهدي