للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حدثنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس في قصة زيد بن حارثة الذي جاء إلى النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يشكو، وجعل النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "اتقِ اللَّه وأمسك عليك زوجك". وسيأتي تفصيل ذلك في تفسير سورة الأحزاب.

وأحمد في الإسناد هكذا غير منسوب، فقال أبو نصر الكلاباذيّ: "إنّه أحمد بن سيار المروزيّ" وقال الحاكم: "هو أحمد بن نصر النّيسابوريّ".

واللّفظ الثاني أخرجه أيضًا البخاريّ في التوحيد (٧٤٢١) من وجه آخر عن أنس.

وفي مرسل الشّعبيّ كما ذكره الحافظ في "الفتح" (١٣/ ٤١٢): قالت زينب: يا رسول اللَّه، أنا أعظم نسائك عليك حقًّا، أنا خيرهنّ منكحًا، وأكرمهن سفيرًا، وأقربهنّ رحمًا، فزوجنيك الرّحمن من فوق عرشه، وكان جبريل هو السّفير بذلك، وأنا ابنة عمتك، وليس لك من نسائك قريبة غيري. قال: أخرجه الطبريّ، وأبو القاسم الطّحاويّ في كتاب "الحجّة والتبيان" له.

قلت: أمّا تفسير الطّبريّ فلم أقف فيه على هذا المرسل، ثم وقفتُ عليه في مستدرك الحاكم ٤/ ٢٧ فرواه من طريق علي بن عاصم، عن داود بن أبي هند، عن عامر (هو الشعبيّ)، فذكره بمثله.

• عن أبي موسى، قال: قام فينا رسولُ اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- بخمس كلمات فقال: "إنّ اللَّه عزّ وجلّ لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفضُ القسط ويرفعه، يُرفعُ إليه عملُ اللّيل قبل عمل النّهار، وعملُ النّهار قبل عمل اللّيل، حجابُه النّور -وفي رواية: النّار- ولو كشفه لأحرقت سُبُحات وجهه ما انتهى إليه بصرُه من خلقه".

صحيح: رواه مسلم في الإيمان (١٧٩) من طرق عن أبي معاوية، حدثنا الأعمش، عن عمرو ابن مرّة، عن أبي عبيدة، عن أبي موسى، فذكره.

أبو معاوية هو: محمد بن خازم الضّرير.

وأبو عبيدة هو: ابن مسعود يقال: اسمه عامر، ويقال: لا اسم له.

قوله: "يخفض القسط ويرفعه" قيل: أراد به الميزان، كما قال اللَّه تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ} [سورة الأنبياء: ٤٧] أي: ذوات القسط وهو العدل. وأراد أن اللَّه يخفض الميزان ويرفعه بما يوزن من أعمال العباد المرفوعة إليه، وبما يوزن من أرزاقهم النازلة من عنده.

وقيل: أراد بالقسط الرّزق الذي هو قسط كلّ مخلوق، يخفضه مرة فيقتره، ويرفعه مرة فيبسطه، يريد أنه مقدّر الرّزق وقاسمه، كما قال تعالى: {اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ} [سورة الرعد: ٢٦].

وقوله: "سُبُحات وجهه" أي نور وجهه، ويقال: جلال وجهه، ومنها قيل: "سبحان اللَّه" إنّما هو تعظيم له وتنزيه، وقول: سبحانك، أي: أنرّهك يا ربٌ من كلّ سُوء. انظر: شرح السنة (١/ ١٧٤).

• عن معاوية بن الحكم السّلميّ، قال: كانت لي جاريةٌ ترعى غنمًا لي قبل أُحد والجوانية، فاطلعتُ ذات يوم فإذا الذّئبُ قد ذهب بشاة من غنمها، وأنا رجلٌ من

<<  <  ج: ص:  >  >>