فقير، يموت أو يحيى، والأطوار التي يمر بها من نطفة وعلقة ومضغة، هذه كلها من الغيبيات لا يعلمها أحدٌ بالدقة واليقين إلا الله سبحانه وتعالى.
قوله: {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} أي ليس أحد من الناس يدري أين يقع له الموتُ في برّ أو بحرٍ أو سهل أو جبل، والعلم عند الله، فإذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة، كما جاء في الحديث:
• عن عبد الله بن مسعود، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إذا كان أجل أحدكم بأرض أوثبته إليها الحاجة، فإذا بلغ أقصى أثره قبضه الله سبحانه، فتقول الأرض يوم القيامة: رب هذا ما استودعتني".
صحيح: رواه ابن ماجه (٤٢٦٣) والحاكم (١/ ٤١) كلاهما من طرق عن عمر بن علي قال: أخبرني إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن عبد الله بن مسعود، فذكره. واللفظ لابن ماجه. وإسناده صحيح. والكلام عليه مبسوط في الجنائز.
• عن أبي عزة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قضى الله لعبد أن يموت بأرض جعل له إليها حاجة، أو قال: بها حاجة".
صحيح: رواه الترمذي (٢١٤٧)، وأحمد (١٥٥٣٩)، والبخاري في الأدب المفرد (٧٨٠)، وصحّحه ابن حبان (٦١٥١)، والحاكم (١/ ٤٢) كلهم من حديث إسماعيل بن إبراهيم (ابن علية)، عن أيوب، عن أبي المليح بن أسامة، عن أبي عزة فذكره. وإسناده صحيح.
• عن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما جعل الله ميتة عبدٍ بأرض إلا جعل له بها حاجة".
صحيح: رواه عبد الرزاق (٢٠٩٩٦) - ومن طريقه الطبراني في الكبير (١/ ١٤٤) - عن معمر، عن أيوب، عن أبي المليح، عن أسامة بن زيد فذكره. وإسناده صحيح.
قال الهيثمي في المجمع (٧/ ١٩٦): "رجاله رجال الصحيح".
• عن مَطِر بن عُكامِس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قضى الله لعبدٍ أن يموت بأرض جعل له إليها حاجةً".
صحيح: رواه الترمذي (٢١٤٦)، وعبد الله بن أحمد في مسند أبيه (٢١٩٨٢)، والبخاري في التاريخ الكبير (٧/ ٤٠٠)، والحاكم (١/ ٤٢) كلهم من طريق سفيان الثوري، عن أبي إسحاق السبيعي، عن مَطِر بن عُكامس فذكره. وإسناده صحيح.
وقد اختلف في صحبة مطر بن عكامس فجمهور أهل العلم من المصنفين في الصحابة ذكروه من الصحابة، وليس له إلا هذا الحديث الواحد. وكذا قال الترمذي أيضا.