صحيح: رواه مسلم في القدر (٢٦٦٣) من طرق عن وكيع، عن مسعر، عن علقمة بن مرثد، عن المغيرة بن عبد اللَّه اليشكريّ، عن المعرور بن سويد، عن عبد اللَّه، قال: قالت أمّ حبيبة، فذكرته.
والرّواية الثانية عنده أيضًا من وجه آخر عن الثوريّ، عن علقمة بن مرثد بإسناده مثله إلّا قوله: "وآثار موطوءة".
• عن جابر، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أيُّها النّاس اتّقوا اللَّه، وأجملوا في الطّلب، فإنّ نفسًا لن تموت حتى تستوفي رزقها، وإن أبطأ عنها. فاتقوا اللَّه، وأجملوا في الطلب، خذوا ما حلّ، ودعوا ما حُرِّمَ".
حسن: رواه ابن ماجه (٢١٤٤) عن محمد بن المصفّي الحمصيّ، قال: حدّثنا الوليد بن مسلم، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره.
وفي الإسناد الوليد بن مسلم وشيخه ابن جريج، وشيخه أبو الزبير كلّهم مدلِّسون وقد عنعنوا.
ومن هذا الوجه رواه ابن أبي عاصم في السنة (٤٢٠)، ولكن باللّفظ الذي بعده.
وللحديث طريق آخر أجود منه، والعمدة عليه، وهو ما رواه ابن حبان (٣٢٣٩، ٣٢٤١)، والحاكم (٢/ ٤)، والبيهقيّ (٥/ ٢٦٤) كلّهم من وجه آخر عن عبد اللَّه بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللَّه مرفوعًا: "لا تستبطئوا الرِّزقَ، فإنّه لن يموت العبد حتى يبلغه آخر رزق هو له، فأجْملوا في الطّلب، أخذ الحلال، وترك الحرام".
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
قلت: وهو كذلك مع اختلاف في سعيد بن أبي هلال غير أنه حسن الحديث، وثقه ابن سعد، والعجلي، وابن خزيمة، والدارقطني وغيرهم. إلّا أنه روي عن أحمد أنه اختلط.
وأمّا ما رُوي عن جابر مرفوعًا: "لو أنّ ابن آدم هرب من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقُه كما يدركه الموت". فهو ضعيف.
رواه أبو نعيم في الحلية (٧/ ٩٠) عن سليمان بن أحمد، ثنا يحيى بن عبد الباقي، ثنا المسيب بن واضح، ثنا يوسف بن أسباط، ثنا سفيان الثوري، عن محمد بن المنكدر، عن جابر، فذكر مثله.
قال أبو نعيم: "تفرّد به عن الثوريّ يوسفُ بنُ أسباط". انتهى.
قلت: يوسف بن أسباط هو ابن واصل أبو محمد الشّيبانيّ، قال البخاريّ: "دفن كتبه، وكان لا يجيء حديثه بعدُ كما ينبغي". وقال ابن عدي: "يوسف عندي من أهل الصّدق، إلّا أنه عدم كتبه كان يحمل على حفظه، فيغلط، ويشبَّه عليه لا أنّه يتعمّد الكذب".
والرّاوي عنه المسيب بن واضح السّلميّ الحمصيّ، قال فيه أبو حاتم: "صدوق يخطئ كثيرًا، فإذا قيل له لم يقبل". وقال الدارقطني: "ضعيف". وضعّفه في أماكن من سننه. انظر: "الميزان" (٤/ ١١٦).