صحيح: رواه الطبرانيّ في الكبير (٦/ ٣٠٥)، عن الحسن بن حرير الصوري، ثنا زكريا بن نافع الأرسوقي، ثنا السري بن يحيى، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن سلمان فذكره.
وإسناده صحيح. وله طرق أخرى غير أن ما ذكرته هو أصحها.
تنبيه: سقط من الإسناد "عن أبي عثمان النهدي" كما هو ظاهر من ترجمة الطبرانيّ.
وهؤلاء القسيسيون والرهبان كانوا من أتباع أريانوس المصري الذي ظهر في القرن الثالث الميلادي، ودعا إلى نبوة المسيح عليه السلام، وأنكر ألوهيته فعُذِّب هو وأصحابه، وبقي بعض أتباعهم فأدركوا عهد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- فآمنوا به. ولعل النجاشي ملك الحبشة كان من أتباعه أيضًا سرًا، وأنه لم يظهر ذلك خوفا من جمهور النصارى الذين كانوا على مذهب بولس، ولذا جعل القرآن والإنجيل من مشكاة واحدة، مع أن الأناجيل الموجودة لا تُنكر ألوهية المسيح، ولعله اطلع أيضًا على إنجيل برناباس الذي اكتشف قبل حكمه بخمسين سنة، وفيه إنكار لألوهية المسيح، وإثبات لنبوته، وبشارات بنبوة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم-. فقوله: "من مشكاة واحدة" يرجع إلى القرآن وإنجيل برناباس أو ما تحمله من أفكار أريانوس.
• عن عبد اللَّه بن الزبير قال: "نزلت هذه الآية في النجاشي، وفي أصحابه {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ}.
حسن: رواه النسائيّ في الكبرى (١١١٤٨)، وابن أبي حاتم في تفسيره (٤/ ١١٨٥)، وابن جرير في تفسيره (٨/ ٦٠٢) كلهم من حديث عمر بن علي بن مقدّم، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد اللَّه بن الزبير فذكره.
وإسناده حسن من أجل عمر بن علي بن مقدم؛ فإنه حسن الحديث إلّا أنه رمي بالتدليس.