• عن أنس قال: حدثني نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إني لقائمٌ أنتظرُ أمَّتي تَعْبُر على الصِّراط إذْ جاءني عيسى، فقال: هذه الأنبياءُ قد جاءتْك يا محمّد يسألون -أو قال: يجتمعون إليك-، ويدعون اللَّه عز وجل أن يفرِّقَ بين جَمْعِ الأمم إلى حيث يشاء اللَّه لغمِّ ما هُمْ فيه، فالخلقُ مُلْجَمُون في العَرَقِ، فأمّا المؤمنُ فهو عليه كالزُّكْمة، وأمّا الكافر فيتغشَّاهُ الموتُ". قال: قال: "عيسى، انتظر حتّى أرجع إليك". قال:"فذهب نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- حتى قام تحتَ العرش، فَلَقِيَ ما لم يَلْقَ ملك مصطفى، ولا نبي مرسل فأوحى اللَّهُ عزّ وجلّ إلى جبريلَ: اذهبْ إلى محمّد، فَقُلْ له: ارْفَعْ رأسك، سَلْ تُعْطَ واشْفَع تُشَفَّع". قال:"فَشُفِّعْتُ في أُمّتي أن أُخْرِجَ من كلِّ تسعة وتسعين إنسانا واحدًا". قال:"فما زلتُ أترَدَّدُ على ربّي عزّ وجلّ فلا أقومُ مقامًا إلّا شَفَعْتُ حتى أعطاني اللَّه عز وجل من ذلك أن قال: يا محمّد أدخل من أمَّتِك من خلق اللَّه عز وجل من شهد أنه لا إله إلا اللَّه يومًا واحدًا مخلصا ومات على ذلك".
حسن: رواه الإمام أحمد (١٢٨٢٤) عن يونس بن محمد، حدّثنا حرب بن ميمون أبو الخطّاب الأنصاريّ، عن النّضر بن أنس، عن أنس، فذكره.
ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا ابن خزيمة في كتاب التوحيد (٤٨٨).
وأورده الهيثميّ في "المجمع"(١٠/ ٣٧٢ - ٣٧٤) وقال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصّحيح".
قلت: إسناده حسن من أجل حرب بن ميمون فإنّه حسن الحديث.
• عن جابر بن عبد اللَّه قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أُعطيتُ خمسًا لم يُعطهنّ أحدٌ من الأنبياء قبلي". فذكر منها:"وأعطيتُ الشّفاعة".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الصّلاة (٤٣٨)، ومسلم في المساجد (٥٢١) كلاهما من حديث هُشيم، عن سيار -وهو أبو الحكم-، قال: حدّثنا يزيد الفقير، عن جابر بن عبد اللَّه، فذكره.
• عن أبي ذرّ، قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أُتيتُ خمسًا لم يؤتهنّ نبيٌّ كان قبلي". فذكر منها أنّه قيل له:"سلْ تُعطه، فاختبأتُها شفاعةً لأمّتي، وهي نائلة منكم -إن شاء اللَّه- من لقي اللَّه لا يشرك به شيئًا".
حسن: رواه الإمام أحمد (٢١٢٩٩) عن يعقوب، حدّثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدّثني سليمان الأعمش، عن مجاهد بن جبر أبي الحجّاج، عن عبيد بن عمير اللّيثيّ، عن أبي ذر، فذكره.
وإسناده حسن من أجل محمد بن إسحاق وهو مدلس، إلّا أنه صرّح بالتحديث كما أنه توبع، كما مضى