ورواه البيهقيّ (٤/ ٢٤٧) من طريق عثمان بن سعيد الدارميّ، ثنا ابن أبي مريم، بإسناده، وفيه: "تقارب غروب الشّمس، فدعا بطعام، فأكل منه".
قال الترمذيّ: هذا حديث حسن. ومحمد بن جعفر هو ابن أبي كثير، مديني ثقة. وهو أخو إسماعيل بن جعفر، وعبد الله بن جعفر هو ابن نجيح والد عليّ بن عبد الله المدينيّ، وكان يحيى بن معين يضعفه".
وفي الباب عن عبيد بن جبر، قال: كنت مع أبي بصرة الغفاري - صاحب النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم في سفينة من الفسطاط في رمضان، فرفع، ثمّ قرّب غداءه.
قال جعفر في حديثه: فلم يجاوز البيوت، حتّى دعا بالسفرة. قال: اقترب. قلت: ألستَ تري البيوت؟ ! قال أبو بصرة: أترغب عن سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ . قال جعفر في حديثه: فأكل.
رواه أبو داود (٢٤١٢) عن عبد الله بن عمر، حَدَّثَنِي عبد الله بن زيد.
ح وثنا جعفر بن مسافر، ثنا عبد الله بن يحيى المعنى. قالا: حَدَّثَنِي سعيد بن أبي أيوب. زاد جعفر: والليث. قال: حَدَّثَنِي يزيد بن أبي حبيبه: أن كليب بن ذُهل الحضرميّ أخبره، عن عبيد -قال: جعفر: ابن جبر- قال: كنت مع أبي بصرة الغفاري (فذكر الحديث).
ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقيّ (٤/ ٢٤٦).
ورواه الدَّارميّ (١٧٥٤)، والإمام أحمد (٢٧٢٣١)، وابن خزيمة (٢٠٤٠) كلّهم من طريق سعيد بن أبي أيوب، حَدَّثَنِي يزيد بن أبي حبيب، بإسناده، نحوه.
قال ابن خزيمة: "لست أعرف كليب بن ذُهل، ولا عبيد بن جبر، ولا أقبل دين من لا أعرفه بعدالة".
وما قاله ابن خزيمة كلام متجه على أسس علمية سليمة ولكن لم يطبّق ما قاله هو ولا تلميذه ابن حبَّان في كثير من الرواة الذين لم يعرف عنهم شيءٌ. وأخرجا حديثهم في "صحيحيهما". وقد تم التنبيه عليه في مواضع كثيرة.
وأمّا كليب بن ذُهل فهو مصريّ ذكره ابن حبَّان في "الثّقات" (٧/ ٣٥٦) وترجم له البخاريّ في "التاريخ الكبير" (٧/ ٢٣٠)، وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٧/ ١٦٧) ولم يقولا فيه شيئًا. وقال فيه الحافظ: "مقبول" أي إذا توبع، فإذا لم يتابع فهو لين الحديث.
وأمّا عبيد بن جبر فهو الغفاري أبو جعفر المصري مولى أبي بصرة، روى عن مولاه في الفطر في السفر، وهو يرى البيوت. ذكره الفسويّ في "المعرفة والتاريخ" (٢/ ٤٩٢) في ثقات التابعين، ووثَّقه العجلي وابن حبَّان.
وفي الباب أيضًا عن دحية بن خليفة، أنه خرج من قرية من دمشق مرة إلى قدر قرية عقبة من الفسطاط، وذلك ثلاثة أميال في رمضان، ثمّ إنه أفطر، وأفطر معه ناسٌ، وكره آخرون أن يُفطروا،