للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رواه الترمذي (٧٧٦) عن أبي موسى، عن محمد بن عبد الله الأنصاريّ، وقال: "حسن غريب من هذا الوجه".

ورواه النسائي في "الكبري" (٣٢٣١) من هذ الوجه، وزاد فيه: "وهو محرم".

وقال: هذا منكر، ولا أعلم أحدًا رواه عن حبيب غير الأنصاريّ، ولعله أراد أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - تزوّج ميمونة.

قال الأثرم: سمعت أبا عبد الله ردّ هذا الحديث وضعفه وقال: كانت كتب الأنصاري ذهبت في أيام المنتصر، فكان بعد يحدِّث من كتب غلامه وكان هذا من تلك.

ومن هذه الطرق ما رواه شعبة، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس: "أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - احتجم بالقاحة وهو صائم".

رواه الإمام أحمد (٢١٨٦)، والطبراني في الكير (١٢٠٥٣)، والنسائي في الكبرى (٣٢٢٤) كلّهم من هذا الوجه.

قال يحيى بن سعيد: قال شعبة: لم يسمع الحكم حديث مقسم في الحجامة للصائم.

ومن هذه الطرق ما رواه يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس: "أنّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - احتجم بين مكّة والمدينة وهو صائم".

رواه أبو داود (٢٣٧٣)، والترمذي (٧٧٧)، وابن ماجه (١٦٨٢)، وأحمد (١٨٤٨)، والبيهقي (٤/ ٢٦٣) كلّهم من هذا الوجه، ومنهم من لم يذكر: "وهو محرم صائم".

وفيه متابعة للحكم إلا أنّ يزيد بن أبي زياد وهو الهاشمي ضعيف باتفاق أهل العلم، وبه أعله أيضًا النسائي.

ومن هذه الطرق ما رواه قبيصة، قال: حدّثنا الثوري، عن حماد، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: "أنَّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - احتجم وهو صائم".

قال النسائي: هذا خطأ لا نعلم أحدًا رواه عن سفيان غير قبيصة، وقبيصة كثير الخطأ. وقد رواه أبو هاشم عن حماد مرسلًا.

ولحديث ابن عباس أسانيد أخرى فما جاء من وجه صحيح لا يُعلّ بما رُوي من وجه ضعيف.

والبخاري والترمذي وغيرهما ذهبا إلى تصحيح حديث ابن عباس: "احتجم وهو محرم، احتجم وهو صائم" على أنهما حديثان. وذهب الإمام أحمد ويحيى بن سعيد القطان إلى تضعيفه.

ولكن كما قلت: إني لم أقف على تضعيفهم لرواية أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس. وإنّما ضعّفوا هذه الروايات التي ذكرت بعضا منها.

• عن ثابت البُنانيّ، قال: سُئل أنس بن مالك - صلى الله عليه وسلم -: أكنتم تكرهون الحجامة للصّائم؟ قال: لا، إلا من أجل الضّعف.

<<  <  ج: ص:  >  >>