الأمر دفعهم، وكسر يدهم، ومنعهم من هذا الاجتماع المفضي إلى النيران، والحمد لله رب العالمين.
كتبه: محمد بن عبد الصمد الشافعي حامدًا لله تعالى على السلامة ومصليًا على نبيه محمد ﷺ وعلى آله.
صورة خطِّ الشيخ فخر الدين عثمان بن إبراهيم المارديني الحنفي أحد المفتين وناظر البيمارستان المنصوري، وهو من الأعيان:
اللهم وفق والطف وارحم.
هذا الكلام المذكور في هذه الكراسة دالٌّ على أن قائله من الناصحين لدين الله الصالحين لهداية خلق الله، الموضحين لسنة رسول الله ﷺ، ولو انتدب من أهل الحق كما انتدب هو رجال وجاهدوا بسيف الصدق وأوسعوا المجال لما شاعت هذه البدعة وأمثالها، ولأسرع تلاشيها وزوالها، والله سبحانه قد أمرنا بذلك فقال تعالى: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ﴾ [آل عمران: ١٠٤]، ومدحنا عليه فقال تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾ [آل عمران: ١١٠]، وقال تعالى: ﴿يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ﴾ [المائدة: ٥٤]، وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (٤١)﴾ [الحج: ٤١]، ولعن قومًا وذمهم بتركهم لذلك فقال تعالى: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (٧٨) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (٧٩)﴾ [المائدة: ٧٨ - ٧٩]، وقال تعالى: ﴿فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ﴾ [هود: ١١٦].
وروي عن النبي ﷺ أنه قال:«إن ربكم تعالى يقول: إياكم والتظالم، وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن تسلوني فلا أعطيكم، وتدعوني فلا أستجيب لكم، وتستنصروني فلا أنصركم». وعنه ﷺ أنه قال:«إياكم والجلوس بالطرقات» فقالوا: يا رسول الله، لا بد لنا من مجالسنا نتحدث