وحسن ظنِّه في حاله وصفته، كما يدلُّ على أن شيخ الإسلام قد أعجب بحماسة ابن بيدكين في الأمر والنهي، ودعا إلى إعانته فيما هو بسبيله، وهذا يمثل نموذجًا من صلة ابن تيمية بعامة المجتمع، وبمجتمع العامة. وراجع ما كتبته في المقارنة بين كلام ابن تيمية وابن بيدكين في الفتوة، وما ظهر من أثر لابن تيمية في رسالة الفتوة المفردة، وهي الإخراج الأخير لبحث ابن بيدكين في هذه المسألة، والله أعلم.
[وفاة ابن بيدكين]
كما ذكرتُ سابقًا: فإن صلة ابن بيديكين بابن تيمية امتدَّت لثلاث سنوات (٧٠٩ - ٧١٢)، كان ابن تيمية خلال تلك المدَّة أحد المفتين الرسميِّين في مصر، ومن هنا فإننا نقدِّر أن ابن بيدكين كان حيًّا في مصر بعد سنة (٧٠٩)، ولن نخوض بظنِّنا في تاريخ ومكان وفاته، ونكتفي بالتوجه إلى الله ﷿ بالدعاء أن يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته، بمنِّه وكرمه.