للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لا يرضاه أحدٌ من أهل الإحسان، وهو فيه من أعظم المطيعين لله ولرسوله، القائمين بما أرضى الله ورسوله، ويجب على كل مسلم أن يرضى بما فعله من ذلك، ويعاونه على ذلك إذا احتاج إلى المعاونة بما يقدر عليه، وبوجود هذا وأمثاله من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر يصلح الله للمسلمين دينهم ودنياهم.

وهذه الفتوة باطلة باتفاق علماء المسلمين، لا أصل لها عن علي بن أبي طالب، ولا عن أحد ممن يقتدِي به المسلمون في دينهم، وهم لو لم يجتمعوا على محرم ولا يتعاونون على إثم وعدوان لم يكن لهم أن يحدثوا عهودًا وشروطًا غير ما عهد الله تعالى إلى خلقه، وأمرهم به من كتابه وعلى لسان رسوله، بأنه يجب على كل مسلم أن يطيع الله ورسوله فيفعل ما أمر به ويترك ما نهى عنه، فمن فعل ذلك فهو من أولياء الله المتقين، وهو مستحق لكرامة الله وثوابه من الدنيا والآخرة، ولا يحتاج مع ذلك إلى ما أحدثه المبتدعون، فكيف إذا كانت فتوة الشيطان مشتملة على الإثم والعدوان من التعصب بالباطل لأصحابهم، والعدوان على من لم يكن من أحزابهم، والسعي من أسباب الفواحش والمنكرات التي هي من أعظم المحرمات، والواجب على المسلم أن يعامل المسلم بما أمر الله به ورسوله كما قال : «لا تقاطعوا، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله إخوانًا». وقال: «المسلم أخو المسلم، لا يسلمه، ولا يظلمه، كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه». وقال: «والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه من الخير ما يحب لنفسه». وقال: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر». وقال: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا». وشبك بين أصابعه. وقال: «انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا». قيل: يا رسول الله أنصره مظلومًا فكيف أنصره ظالمًا؟ قال: «تمنعه عن الظلم فذلك نصرك إياه».

<<  <  ج: ص:  >  >>