للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العباد، فوقعوا في البدعة والقطيعة والبعاد، ومن رجع منهم بالتوبة تاب الله عليه ووصله به، وهو الكريم الجواد، فقد أوعد الله ذلك لمن تمسك بحبله واتبع سنة نبيه وهو لا يخلف الميعاد، قال بعضهم:

تمسك بحبل الله واتبع الهدى … ولا تك بدعيًّا لعلك تفلح

ولذ بكتاب الله والسنن التي … أتت عن رسول الله تنجو وتربح

وسافر بهذا الزاد تلق سلامةً … وأمنًا وخيرًا حين تمسي وتصبح

تم الكتاب بحمد الله وعونه، تأليف الضعيف إدريس بن بيدكين التركماني (١) الحنفي عفا الله عنه وعن جميع المسلمين، (وحشرهم في زمرة خير المرسلين، صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذرياته وأتباعه أجمعين، في يوم الأربعاء ثاني جمادى الآخرة سنة ثمان وثمان مئة) (٢).

وقد كتب عليه السادة المشايخ المفتيون في المذاهب الأربعة (٣) فسح الله في مدتهم ونفع ببركتهم.

فالأول للشيخ تقيُّ الدين ابن تيمية، صورة خطِّه (٤):

الحمد لله رب العالمين.

هذا الكُرَّاسُ كلامُ رجل صادق ناصح، متبع لشريعة الإسلام، ناهٍ عما نهى الله عنه من الآثام، متبع للكتاب والسنة والأثر فيما دعا إليه من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، محب لله ولرسوله، راغب في طريق الله وسبيله، وما أنكره من هذه الفتوة التي تنسب إلى علي بن أبي طالب [سَقيَ] (٥) الماء والملح، ويتضمن من الفواحش والعدوان ما


(١) تقرأ في (ت): (الترجماني).
(٢) هذه الزيادة من (ل) فقط، وهي لتاريخ النسخ لا التأليف. (ت)
(٣) في النسختين: (الأربع).
(٤) في (ل): (فالأول: للشيخ تقي ال تيمية صورة خطِّه)، وفي (ت): (فالأول للشيخ ابن تيمية، صورة خطبة)، وما أثبته ملفَّق من النسختين.
(٥) بياض في الأصلين بمقدار كلمتين، والزيادة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتوة في «جامع المسائل» ١/ ١٩١ ط: عزيز شمس، حيث قال : «وأما سقي الماء والملح وإلْباس السراويل ونحو ذلك فبدعة باطلة لا أصلَ لها، ولم يفعل ذلك أحدٌ من الأنبياء والصالحين، لا إبراهيم ولا علي ولا غيرهما». (ت)

<<  <  ج: ص:  >  >>