للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يوجب لهم المقت من رب العالمين، وهذه الأشياء تأتي من قلة الحياء والدين، والذي قال الصادق الأمين وعلى آله وأصحابه صلاة دائمة إلى يوم الدين: «الحياء من الإيمان».

والبدعة الأخرى شربهم ماءً وملحًا، وما يفعله إلا كل مبتدع وشيطان.

يفعلون هذه المصائب ويضيفونها لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

والفتى الصادق من كان هو لكتاب الله تعالى وسنة رسوله موافقًا.

فَيَا مَنْ يدعي الفتوة وهو تارك لطريق النبوة يطعم الشبعان ويترك الجيعان ويكسو المردان ويترك العريان أفق أيها الإنسان، فقد غرك الشيطان إذ أخرجك عن طريق النبوة، فنظرك إلى الأمرد حرام، وطعامك شر طعام، وقد خرجت عن طريق النبوة فنظرك قال : «شر الطعام طعام الوليمة يدعى لها الأغنياء ويترك المساكين».

قال السيد الجليل سهل بن عبد الله التستري: سيكون في هذه الأمة أناس يقال لهم اللوطيون وهم على ثلاثة أصناف: صنف ينظرون، وصنف يصافحون، وصنف يعملون ذلك العمل الخبيث نعوذ بالله من ذلك كله. وقد ذم الله تعالى اللوطي ولعنه.

والفتيان هم الذين تركوا العصيان، واجتهدوا في الطاعة والإحسان، فهم يأخذون في الزيادة، وغيرهم يأخذ في النقصان، ويكفيك في الفتوة هذا البيان: ليس الفتى من ضرب بالسكين الفتى من أطعم المسكين. قال الله تعالى: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا (٨)[الإنسان: ٨]، فمن أطعم اليتامى وكسا الأرامل فهو الفتى الكامل، وسيعود خير ذلك إليه في العاجل والآجل، فإن احتج أحدهم في ارتكاب هذه المحظورات لفعل الخيرات: كخلاص محبوس، أو من لزمه دين؛ وهي من أفعال البر. قال الله سبحانه: ﴿وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: ١٩٥]، فيمشي الكبير على أصحابه ويقول: خلصوا أخاكم في الفتوة. جوابه: اسمع يا قليل المرُوَّة، هذا كله من تلبيس إبليس؛ مراده أن يخرجك عن طريق النبوَّة؛ فيغرك كما غر أباك لتكون النار مأواك. قال سبحانه: ﴿فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ﴾ [الأعراف: ٢٢]،

<<  <  ج: ص:  >  >>