تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ﴾، وهذه الآيات محكمات بإجماع المفسرين لم يُنسخن بشيء، فمن عمل بهن دخل الجنة، ومن تركهن دخل النار. قال صلوات الله عليه وسلامه:«المتمسك بسنتي عند فساد أمتي فله أجر مئة شهيد»، فالسني في الدنيا شهيد وفي الآخرة سعيد، والمبتدع في ضلال بعيد. قال المبعوث بالرسالة:«كل بدعة ضلالة».
والفتوة التي تعمل في هذا الزمان هي من أقبح البدع، وهي مما ترضي الشيطان، وتغضب الرحمن، ما هي مذكورة في الحديث، ولا نطق بها القرآن، وقد نصحتك يا أخي والنصح من الإيمان.
ثم اعلم بأنها تشتمل على معاصي كثيرة، منها: كذبهم على الله تعالى؛ لأن كبيرهم إذا وقف يقول: وقوفي لله. ووقوفه لعلَّة لا لله، ويقول: وفي طاعة الله. فكذب في الأول ولا صدق في الثاني؛ لأنه وقف يدعو الناس إلى الباطل، وبعد هذا يقول: واتباعي في هذه الفتوة لآل بيت النبوة، واللباس لفلان، والفتوة فتوة علي بن أبي طالب.
والله ما هذه صفة من هو في الله ورسوله راغب؛ لأنه كذب في الأول، ولا صدق في الثاني، وأخطأ في الثالث.
وجمعهم المردان وإخوان البطالة، وهذي الأخرى من الضلالة؛ لأن الشعبي وغيره من مشايخ الأشياخ، كلٌّ منهم نهى أن يحد الرجل النظر إلى الغلام الأمرد الحسن الوجه، ونهى أيضًا عن مجالسته، وأقام أمرد من بين يديه وأجلسه خلفه وقال: كانت خطيَّة داود النظر. فمن خالف قول النبي ﷺ وفعله فهو عبد محجوب إلا أن يتوب؛ فينال حينئذٍ المطلوب. قال بعضهم شعرًا:
ليس الشجاع الذي يحمي مطيته … يوم النِّزال ونار الحرب تشتعل
لكن فتًى غضَّ طرفًا أو ثنى قدمًا … عن الحرام فذاك الفارس البطل
وقال ﷺ:«حرِّمت النار على عينٍ غضت عن محارم الله».
والبدعة الأخرى شد تكة الأمرد بين جمع من المسلمين، وذلك